ج : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بثلاث مفصولة ، يسلم من الثنتين ، وأوتر بواحدة ، وهذا هو الغالب من فعله صلى الله عليه وسلم ، أنه يوتر بواحدة وحدها ، ويفصل ما قبلها ، وكان في الغالب يصلي إحدى عشرة ، يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ، وربما أوتر بثلاث سردهن ، لم يجلس إلا في الأخيرة وهذا قليل ، والغالب أنه (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 137) يسلم من الثنتين ، أما كونه يصليها كالمغرب فهذا مكروه ، ولا ينبغي ؛ لأنه تشبيه لها بالمغرب ، وقد جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك فلا تصلى كالمغرب ، لكن يصليها بالتسليم من الثنتين ثم يوتر بواحدة ، أو يسردها سردا ويصليها جميعا بدون جلوس إلا في الأخيرة ، هذا هو المشروع ، ولكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين ، وأن تكون الواحدة مفردة مستقلة ، سواء صلى ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك ، أما الدعاء فالإنسان يدعو بما شاء ، بما أحب من الدعوات الطيبة التي ليس فيها محذور ، لكن الوارد أفضل ، إذا تيسر له دعاء يحفظه فهو أفضل ، وله أن يدعو بحاجاته ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته في الدنيا ، وإما أن تدخر له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك ، قالوا : يا رسول الله ، إذن نكثر ؟ قال : الله أكثر فلم يحدد الدعاء عليه الصلاة والسلام ، بل (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 138) بين أن كل دعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم يرجى إجابته مطلقا ، لكن إذا تيسر له دعاء معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعا به يكون أفضل من غيره ، مثل السجود يقول : اللهم اغفر لي ذنبي كله : دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره هذا كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا دعا بغير ذلك : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك هذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا دعا بقوله : اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين . لا بأس ، أو قال : اللهم أصلح قلبي وعملي . أو : اللهم ارزقني كسبا حلالا ، أو زوجة صالحة ، أو ذرية طيبة . أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة لا حرج في السجود ، وفي آخر الصلاة ، وفي كل وقت من أوقات حياتك ، لكن في السجود أفضل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 139) وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ويقول صلى الله عليه وسلم : أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم يعني : حري أن يستجاب لكم ، وكان صلى الله عليه وسلم لما علم أصحابه التحيات أرشدهم إلى الدعاء ، قال : ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو وفي اللفظ الآخر : ثم يتخير من المسألة ما شاء فبين صلى الله عليه وسلم أنه يدعو بما أحب ولا يتقيد بوارد ، بل يدعو بما يسر الله له ، لكن يكون الدعاء دعاء طيبا ، ليس فيه إثم ، وليس فيه قطيعة رحم ، بل من الدعوات الطيبة النافعة ، ولو كانت ما وردت ، ولو كان ما سمعها في الأحاديث ، والحمد لله ، وهكذا في بقية الأوقات ، يدعو في غير الصلاة ، يدعو الضحى وهو جالس ، أو في الظهر ، أو في الليل وهو جالس ، أو واقف أو يمشي ، أو يدعو في صلاة النافلة الضحى ، أو في تهجده في الليل ، المقصود أن الدعاء مطلوب في الصلاة وفي خارج الصلاة ، والحمد لله .