ج : إذا دخل المسلم المسجد بعد صلاة الفجر ليجلس فيه يقرأ أو يستريح ، أو دخل المسجد بعد صلاة العصر ، أو قرب المغرب لينتظر صلاة المغرب ، فهو مخير على الصحيح من أقوال العلماء ، إن شاء صلى التحية وهو أفضل ، وإن شاء جلس ، ولا ينبغي في هذا النزاع ، (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 22) والإنكار عليه ، بل ينبغي لمن جهل أن يتعلم ، وأحاديث تحية المسجد أحاديث صحيحة ، وصلاة تحية المسجد من ذوات الأسباب ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ولما رأى رجلا دخل يوم الجمعة جلس ولم يصلهما أمره أن يقوم ويصليهما ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فأمره أن يقوم فيصليهما ، فدل ذلك على تأكدهما . وقد اختلف العلماء في ذلك ، فمنهم من أجاز ذلك في وقت النهي ، ومنهم من كره ذلك . والصواب أنه لا حرج في ذلك ، الصواب والأرجح من قولي العلماء أنه لا حرج في تحية المسجد ، بل الأفضل أن يأتي بهما ركعتين ، هذا هو الأفضل أن يصلي تحية المسجد ولو كان قبيل الغروب ، ثم يجلس ، هذا هو الأفضل ، وإن جلس ولم يصلهما فلا حرج في ذلك ، ولا ينبغي في هذا نزاع ولا تشديد ، فالأمر واسع ، الأكثرون قالوا : يجلس ، وجماعة من العلماء قالوا : الأفضل أنه يصليهما للحديث الصحيح ، بل للأحاديث الصحيحة في ذلك ، وهذا هو الأرجح أنه يصليهما حرصا على أداء السنة ، ولأنه بهذا لا يشابه الكفار ، إنما صلاهما أخذا بالسنة بخلاف الذي جلس ويقوم يصلي ، فلا يجوز أن (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 23) يصلي في وقت النهي ، لكن هذا دخل المسجد ، فيصليهما لأنهما تحية المسجد ، فلا حرج عليه بل هو الأفضل ، وهكذا لو طاف بعد العصر في مكة بالكعبة ، أو طاف بعد الصبح قبل طلوع الشمس ، أو عند طلوعها فإنه يصلي ركعتي الطواف لأنها من ذوات الأسباب ، هذا هو الأرجح ، وهكذا لو كسفت الشمس مع طلوعها أو كسفت بعد العصر ، فالأفضل أنها تصلى صلاة الكسوف لأنها من ذوات الأسباب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم ذلك - يعني الكسوف - فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ولم يقل : إلا في وقت النهي ، فدل ذلك على أن ذوات الأسباب مثل صلاة الطواف ، مثل صلاة الكسوف ، مثل تحية المسجد ، هذه تصلى ولو في وقت النهي على الأرجح ، نسأل الله للجميع التوفيق .