ج : صلاة الوتر سنة ، سنها الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ، كان يوتر من الليل عليه الصلاة والسلام ، وأرشد الناس إلى ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ، توتر له ما قد صلى متفق على صحته ، وقال عليه الصلاة والسلام : الوتر حق ، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل ، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ، ومن أحب أن يوتر (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 123) بواحدة فليفعل وكان صلى الله عليه وسلم يوتر كل ليلة ، والغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة ، يسلم في كل ثنتين ويوتر بواحدة ، وربما أوتر بثلاث عشرة ، وربما أوتر بتسع ، وربما أوتر بأقل من ذلك ، فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل والإيتار ، في أول الليل أو في وسطه أو في آخره ، والأفضل في آخر الليل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من أخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح ، وقال عليه الصلاة والسلام : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له متفق على صحته ، وهذا النزول يليق بالله سبحانه وتعالى ، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى ، كالاستواء والضحك والرضا والغضب ، (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 124) كلها صفات تليق بالله ، لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى ، يجب أن تمر كما جاءت من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، كما قال سبحانه : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال عز وجل : ولم يكن له كفوا أحد فليس نزوله كنزولنا ، وليس غضبة كغضبنا ، وليس ضحكه كضحكنا ، وليس سمعه كأسماعنا ، وهكذا بقية الصفات ، له الكمال المطلق سبحانه وتعالى في كل شيء ، وقوله : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالإيتار في آخر الليل أفضل ، ولو بواحدة ، لكن إذا أوتر بثلاث أو بخمس ، أو بأكثر فهو أفضل ، يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ، وإن أوتر في أول الليل قبل أن ينام فلا بأس ، إن كان يخشى ألا يقوم ، أو في وسط الليل ، كله حسن ، لكن الأفضل من ذلك آخر الليل في الثلث الأخير ، هذا هو الأفضل .