ج : الأفضل للإمام أن يراعي المأمومين ولا يطول عليهم ، يقرأ من أول القرآن ويستمر حتى يختمه في آخر الشهر ، وإن قرأ من السور القصيرة فلا بأس ، يقرأ ما يتحملون وما لا يشق عليهم ، وإن قرأ تارة (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 451) بشيء من الطوال ولم يكملها ، بل فرقها في ركعتين أو أكثر فكل هذا حسن ، المقصود أنه يقرأ ما يناسبهم ، ولا يشق عليهم ، وما يحصل به الفائدة ، وإذا قرأ من أول القرآن حتى يختمه كان هذا هو الأفضل ، يبدأ بالفاتحة ثم البقرة إلى آخره حتى يختم القرآن في آخر الشهر ، يكون هذا هو الأفضل ، مع مراعاة الترتيل وعدم العجلة ، وإيضاح القراءة حتى يستفيد المصلون ، وحتى يتدبروا ويتعقلوا . س : بعض الأئمة يقرؤون قصار السور ، ويقتصرون على ذلك في صلاة التراويح ، ولا يختمون القرآن إطلاقا ، ما حكم هذا العمل ج : الأمر في هذا واسع والحمد لله ، كل يقرأ بما يسر الله له ، سواء قرأ القرآن كله ، أو قرأ من قصار المفصل ، أو قرأ بعض السور التي يحفظها ، لا حرج في ذلك ، لكن الأفضل أن يقرأ القرآن كله إذا تيسر ، ولو من المصحف ، يجعل حوله كرسيا ، وإذا أراد الركوع أو السجود جعله على الكرسي ، وإذا قام قرأ ، وكان ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها في رمضان من المصحف والصواب أنه لا حرج في ذلك ، هذا (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 452) هو الصواب ، أنه لا حرج في أن يقرأ من المصحف ، ولو ترك ذلك وقرأ بهم من جزء (عم) أو غيره فلا حرج في ذلك أيضا ، الأمر في هذا واسع ، ليس من اللازم أن يختم القرآن ، لو صلى بهم ببعض القرآن في جميع رمضان فلا بأس بذلك ، سواء كان من قصار المفصل ، أو من طواله ، لكن الأفضل إذا تيسر أن يختم بهم ، فهو الأفضل . ج : الشهر الكريم المؤمنون فيه يحتاجون إلى التشجيع والتوجيه والنصيحة ، والعظة المختصرة التي ليس فيها طول ولا إسهاب ، بل في كل مقام بحسبه ، وفي قراءة التراويح لا يطول كثيرا ، ولكن إذا أمكن أن يختم بهم ختمة في جميع الشهر فهذا أولى وأكمل ؛ حتى يسمعوا جميع القرآن ، وينبغي له أن يقرأ في التراويح في كل ركعة آيات كربع الثمن ، ثلث الثمن ، لا يشق عليهم ، أما تعمده قصار السور ، وهو يستطيع أن (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 453) يقرأ خلاف ذلك فالأولى ترك ذلك ، أما إذا كان لا يحفظ ، وإنما يحفظ قصار السور فيرددها فلا حرج في ذلك ، لكن لو قرأ من أول القرآن إلى آخره ولم يطول عليهم ، ولو من المصحف إذا كان لا يحفظ يقرأ من المصحف لا بأس ، كان ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها ويقرأ من المصحف والصواب أنه لا حرج في ذلك ؛ لأنه لا يحفظ القرآن فلا مانع من أن يقرأ من المصحف ، ولكن لا يطول على إخوانه ، يراعي أحوالهم ، قد يكون لهم أعمال ، وقد يكون لهم شؤون تمنعهم من الإطالة ، وتمنعهم من التطويل ، بل يشق عليهم في ذلك ، فإنه يلاحظهم ، فالناس أقسام ، منهم من يتحمل ، ومنهم من لا يحتمل ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال في حق الأئمة : فمن أم الناس فليتجوز ؛ فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة هذا في الفرائض ، فكيف بالنوافل ، التراويح نافلة ، فهو يلاحظ الشيء الذي يشق عليهم ، (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 454) ويحصل لهم به المتابعة له ، والصلاة معه والراحة في هذه العبادة ، والخشوع فيها ، فلا ينبغي له أن يفعل شيئا ينفرهم ، ويجعلهم يخرجون من المسجد ولا يصلون معه إلا الشيء القليل ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة هذا فضل عظيم ، لكن متى طول عليهم فقد ينفرون ، وقد لا يكملون ، فالإمام يشرع له أن يراعيهم ، وأن يصلي بهم صلاة بين الصلاتين ، ليس فيها مشقة ولا تطويل ، وليس فيها نقر واختصار كثير ، نسأل الله للجميع التوفيق .