ج : صلاة الليل عبادة عظيمة ، ومن سنة الأنبياء ، ومن دأب الصالحين ، وهي مثنى كما في الحديث ، وتكفر السيئات وقربة إلى الله عز وجل ، وهي من دأب الصالحين قبلنا ، فينبغي للمؤمن أن يعتادها ، وأن يفعلها تأسيا بالأنبياء والأخيار ، كما قاله سبحانه في عباد الرحمن : والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ، وقال في المتقين : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون ، وقال سبحانه وتعالى في أهل الصلاح والخير : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (16) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ، والله جل وعلا في كتابه العظيم رغب فيها كثيرا ، وهكذا نبيه عليه الصلاة والسلام ، فينبغي للمؤمن أن يستكثر من ذلك ، وأن يعتاد ذلك ، وألا يخل بذلك لا سفرا ولا حضرا .