مسألة في فضل قيام الليل

فتاوى نور على الدرب

435

س : رأيت والدي يصلي في منتصف الليل ثماني ركعات ، فسألته عن فائدة الصلاة في الليل ، فقال : إن الإنسان الذي يصلي في الليل لا تأكل الأرض جسده بعد وفاته . فهل هذا صحيح ؟ وهل يبقى الإنسان في قبره إذا كان يصلي صلاة الليل والناس نيام ؟ وهل الروح تبقى في الجسد بعد الوفاة ، أم تصعد إلى خالقها ؟

ج : صلاة الليل قربة عظيمة وسنة مؤكدة ، قال الله جل وعلا في وصف عباد الرحمن : والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ، وقال سبحانه في وصف المتقين : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون ، وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا الآية ، وقال سبحانه : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون . (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 96) والآيات في هذا كثيرة ، تدل على فضل قيام الليل ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتهجد بالليل كثيرا ، عليه الصلاة والسلام ، ويقول : أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام فالتهجد بالليل من أفضل القربات ، ومن أعظم الطاعات ، وكان صلى الله عليه وسلم في الأغلب يصلي إحدى عشرة ركعة ، يسلم من كل ثنتين ، ويوتر بواحدة عليه الصلاة والسلام وربما أوتر بأقل من هذا ، وربما أوتر بتسع ، وربما أوتر بسبع ، وربما أوتر بخمس ، ولكن الأغلب أنه كان يصلي إحدى عشرة ، وربما صلى ثلاث عشرة ، عليه الصلاة والسلام في الليل يطيل في قراءته وركوعه وسجوده عليه الصلاة والسلام ، أما كونه لا تأكل الأرض جسمه ، إذا كان يصلي من الليل هذا لا أعلم له أصلا ، لا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على ذلك ، وأما الروح لا ، روح المؤمن فإنها تعلق في شجر الجنة ، تروح للجنة وتعلق في أشجارها (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 97) كالطائر ، شبه طائر ، تعلق في أشجار الجنة وثمارها ، كما صح فيه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة وأما أرواح الشهداء فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون في أجواف طير خضر ، تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تعود إلى قناديل معلقة تحت العرش . فأرواح المؤمنين في الجنة مكرمة ، لكن أرواح الشهداء لها شأن ، ويعيد الله الأرواح إلى أجسادها إذا شاء ، كما يعيدها عند السؤال حين يموت الإنسان ويوضع في قبره ، يأتيه الملك فيسأله عن ربه ، وعن دينه ، وعن نبيه ، ويعيد الله له روحه فيسمع سؤال الملكين به ، ويجيب إن كان صالحا ، ويتردد ولا يستطيع الإجابة إذا كان كافرا ، أو منافقا ، نسأل الله السلامة ، أما أرواح الكفار ففي النار ، نسأل الله العافية ، وقد قال الله جل وعلا في آل فرعون : النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ، واختلف أهل العلم في مستقرها ، فقيل في نفس النار . (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 98) وقيل : في قبور أصحابها . وقيل في غير ذلك ، ولكنها بكل حال معذبة نعوذ بالله ، وتعرض على النار ، ومصيرها إلى النار ، نسأل الله العافية .






كلمات دليلية:




محمد عبد الكريم