ج : قد دلت سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن الصلاة في الجماعة إنما تدرك بالركعة ، قال عليه الصلاة والسلام : من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ففضل الجماعة يدرك بإدراك الركعة فأكثر ، لكن إذا كان له عذر بسببه فاتته الصلاة فإن أجر الجماعة يحصل له وإن لم يصل في الجماعة ؛ كالمريض الذي حبسه المرض ، ثم وجد نشاطا فرجا أن يدرك الجماعة فلم يدركها ، وكإنسان توجه إلى الجماعة فحدث له حادث يمنعه من ذلك ؛ كالغائط أو البول فذهب يتوضأ ، أو ما أشبه من الأعذار الشرعية ، فهذا يرجى له فضل الجماعة إذا لم يفرط ، لكن من جاء والإمام في التشهد فإنه يدخل معه وله فضل في ذلك ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا هذا عام يعم ما أدركه المأموم من صلاة الإمام ولو التشهد ، فإنه يدخل معه ، فإذا سلم قام وقضى ما فاته ، ولكنه لا يدرك فضل الجماعة إلا (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 282) بإدراك الركعة كما تقدم ، والواجب على المؤمن أن يسارع إلى الصلاة ، وأن يبادر بعد سماع الأذان حتى يدرك الصلاة كاملة ، وحتى يؤدي ما شرع الله قبلها من راتبة الظهر ، أو ما يسر الله من الركعات قبل العصر أو المغرب أو العشاء ، هكذا ينبغي للمؤمن أن يبادر ويسارع إلى هذه الفريضة العظيمة عند سماع الأذان ، أو قبل الأذان عند قرب الأذان ؛ حتى يتمكن من الوصول إلى المسجد بهدوء ، وحتى يصلي ما يسر الله له قبل الصلاة ، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن ، بل واجب عليه ؛ حتى لا تفوته الجماعة ، وهكذا صلاة الفجر . المقصود أنه يجب عليه أن يبادر ويسارع في الوقت الذي يظن إدراكه الصلاة من أولها ، وإذا تيسر له فضل وقت حتى يصلي قبل الصلاة ما يسر الله من تحية المسجد ، أو الراتبة فهذا خير عظيم .