ج : لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام ، يقول عليه الصلاة والسلام : إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا ومقتضى هذا الحديث أن من جاء والإمام في التحيات أنه يدخل معه ؛ لأنه أدركه في الصلاة ، لكنه لا يدرك فضل الجماعة إلا بركعة ؛ لأن في الحديث الآخر : من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة أما كونه يدخل معه حيثما وجده فهو ظاهر الحديث ولو في التحيات ، فدخول الداخل مع الإمام في الصلاة قبل أن يسلم هذا هو الأفضل والأقرب لظاهر العموم ، لكن لو صلوا جماعة ولم يدخلوا معه فلا أعلم في هذا حرجا ؛ لأن فضل الجماعة قد فاتهم ، ولم يبق إلا جزء يسير من الصلاة ، لكن تأدبا مع السنة ، ومع ظاهر السنة احتياطا للدين الذي أراه وأفتي به أن الأولى بالمؤمن إذا جاء في مثل هذه الحال ، والإمام في (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 265) التشهد أنه يدخل معه ولو كانوا عددا ، يدخلون معه ويجلسون ويقرؤون ما تيسر من التحيات التي تمكنهم ، ثم ينهضون بعد السلام ويقضون ما عليهم ، هذا هو الأحوط والأظهر ؛ للعمل بعموم الحديث ، لكن من صلى جماعة ولم يدخل مع الإمام لا أرى التشديد عليه ؛ لأن له شبهة ؛ لأن الصلاة قد انتهت ، ولم يبق منها إلا اليسير ، فلا وجه للتشديد في هذا . والله المستعان .