حكم الصلاة خلف من يقع في اللحن الجلي

فتاوى نور على الدرب

491

س: سائل يصف بعض الأئمة بقوله: يقع أكثرهم في اللحن الجلي؛ كإبدال حرف مكان حرف ، أو حركة مكان حركة ، أو ترك المد الطبيعي ، أو المد الواجب ، وعدم الإظهار في موضع الإظهار ، وكذلك عدم الإدغام في موضعه . وقد قرأنا لأهل العلم أن من يقع في اللحن الجلي لا تنبغي الصلاة خلفه . أفتونا رحمكم اللَّه ، هل نصلي خلف هؤلاء ، أم يكون ذلك عذرًا يبيح لنا الصلاة في بيوتنا ، حتى لو أديناها فرادى؟ وقد نصحنا لهم كثيرًا ، ولكن لا سامع منهم ولا مجيب

ج : اللحن قسمان أيها السائل ، وأيها المستمع: لحن يحيل المعنى فهذا ينبه عليه الإمام حتى يعتدل في القراءة ، مثل أن يقرأ: صراط الذين أنعمت عليهم أنعمت بضم التاء ، أو أنعمت بكسر التاء ، هذا غلط عظيم ينبه حتى يعدل القراءة . أو يقرأ: إياك بكسر الكاف ، يخاطب المرأة ، يعدل ينبه حتى يعدل القراءة . أما اللحن الذي لا يحيل المعنى مثل: إظهار في محل إخفاء أو في محل إدغام ، أو إدغام في محل إظهار هذا ما يضر ، ما يحيل المعنى ، ولا يستوجب التخلف عن الصلاة ، بل هذا من باب تحسين القراءة ، (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 470) كذلك المد المتصل والمد اللازم ، إن مد فهو أكمل للقراءة ، وإلا ما يضر ولا يخل بالمعنى ، وينبغي لك أيها السائل ألا تتشدد في الأمور ، وألا تغلو ، فالتجويد في هذه المسائل من باب تحسين القراءة ، وليس من باب الإلزام ، ولكن من باب التحسين للقراءة ، وتجويدها وتقويتها ، وإذا قرأ قراءة عربية ليس فيها ما يغير المعنى فلا بأس ، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين . ما يضر ، رب العالمين له معنى في الإعراب ، يعني: هو رب العالمين مقطوع . أو قرأ: (الحمد لله رب العالمين) . له معنى في العربية ، معناها: أعني رب العالمين . منصوب بتقدير فعل محذوف ، وإن كانت القراءة المتبعة رب العالمين نعت لما قبلها: الحمد لله رب ، هذه هي القراءة المعلومة ، والذي ينبغي للقارئ أن يلاحظها ، لكن لو رفع أو نصب ما يضر ، ما يخل بالمعنى ، أو قال في قراءته: اهدنا الصراط المستقيم . أو: الصراط المستقيم . ما يضر بالمعنى . أو أظهر في محل الإدغام ، أو أدغم في محل الإظهار ، أو أظهر في محل الإخفاء لا يضر ذلك في المعنى ، ولا يخل بالمعنى ، فلا ينبغي للمؤمن أن يتشدد في هذه المسائل ، بل يجتهد في توصية أخيه بأن يحسن القراءة ، يجودها حتى تكون قراءة حسنة جيدة ماشية على الطرق المتبعة والقواعد المعمول بها .






كلمات دليلية:




المرء غني بأصدقائه