ج : الواجب على المسلم أن يصلي في المسجد مع إخوانه المسلمين؛ امتثالا لقوله سبحانه : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ، وقوله عز وجل : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر ، قالوا : ما العذر؟ قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى وكون الإنسان يخاف أن يقال : إنه ذهب يصلي ليقال : إنه يصلي . هذا ليس بعذر والحمد لله ، إذا مدحوه أنه يصلي هذا خير له ولا يضره ذلك ، بل هو منقبة له أنه يصلي مع المسلمين ، وخلق كريم ، (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 141) فلا ينبغي أن يمنعه ذلك من الذهاب إلى المسجد ، ولو اتهمه بعض الناس بالرياء لا يضره ذلك ، إثمهم عليهم ، عليه إخلاص النية لله ، وأن يذهب إلى المساجد طاعة لله ولرسوله ، ولا يضره قول الناس : إنه مراء ، أو إنه أراد كذا وكذا ، لا يضره ، عليه أن يعامل ربه بالإخلاص ، وأن يتابع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يضره بعد ذلك ما يقول الناس من تهمته بالرياء أو غيره . وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله أعمى ، قال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام : هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال : نعم . قال : فأجب هذا أعمى ليس له قائد يقوده إلى المسجد ، ومع هذا يقال له : أجب ، فكيف بحال البصير القادر ، فالواجب عليه أعظم ، فاتق الله وحافظ على الصلاة في الجماعة ولا تبال بقول الناس ، وفقك الله للحق وإيانا والمسلمين .