ج : الواجب على من سمع النداء أن يجيب المؤذن ، وأن يصلي مع الجماعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر . قالوا : ما العذر؟ قال : خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى وجاءه رجل أعمى ، فقال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال : هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال : نعم . قال : فأجب هذا أعمى ليس له قائد ، مع هذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيب إذا كان يسمع النداء بالصوت العادي بدون مكبرات ، أما إذا كان لا يسمع النداء إلا بمكبر فهو معذور ، إذا صلى في بيته ، أو صلى مع جيرانه في بيت أحدهم ، حتى يوجد عندهم مسجد ، يكون صوت المؤذن يسمعونه بدون مكبر ، أما إذا كان لا يسمع إلا بمكبر فهو بعيد إذا شق عليه الذهاب إليه ، لكن إن تجشم المشقة وصبر بالذهاب بالسيارة ، أو على رجليه هذا خير عظيم وفضل كبير ، لكن لا يلزم إذا كان فيه مشقة ، إذا كان بعيدا لا يسمع صوت المؤذن إلا بمكبر فهو لا (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 190) يلزمه ، لكن إذا تجشم المشقة وصبر وأحب المشاركة في الخير ، هذا فيه خير عظيم . في الصحيح أن رجلا كان أبعد الناس عن المسجد ، وكان يأتي إلى المسجد ماشيا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له بعض الناس : لو اشتريت حمارا؛ فتركبه في الرمضاء ، أو في الليلة الظلماء ، فقال الرجل : إني أحب أن يكتب الله لي أثر خطاي ذاهبا وراجعا ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : قد جمع الله لك ذلك كله جمع له أثر خطاه ذاهبا وراجعا وكان بعيدا ، لكن صبر على التعب لحرصه على الأجر ، لكن من كان لا يتحمل ويشق عليه ذلك لا بأس أن يصلي في بيته ، أو مع جماعة له ، إن كان عنده جماعة يصلي في بيت أحدهم ، وإن استطاعوا أن يعمروا مسجدا وجب عليهم أن يعمروا مسجدا ويصلوا فيه فيما بينهم في حارتهم؛ لأن بناء المساجد أمر واجب على المسلمين مع القدرة .