ج : المساجد لم تبن لنشد الضوال وطلب الحاجات المفقودة ، المساجد بنيت لما بنيت له من ذكر الله ، وقراءة القرآن ، وإقامة الصلاة ، وحلقات العلم ، والاعتكاف ، ولم تبن للبيع والشراء ، ولا لأن ينشد فيها الضوال واللقط التي تذهب من الناس ؛ ولهذا حذر من هذا النبي عليه الصلاة والسلام ، وقال : من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 341) فليقل : لا ردها الله عليك ولما سمع من يقول : من يدل على كذا ؛ على جمل له ضاع ، قال : لا وجدته وهذا من باب التحذير ، ومن باب الزجر ؛ حتى لا يتساهل الناس بنشدان الضوال في المساجد ، ويتخذوها محلا لنشدان الضوال ، أو لبيعهم وشرائهم ، ولهذا في الحديث الآخر : إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك والمقصود الزجر والتحذير ، ليس المقصود العداء للشخص أو كراهة أن يجد راحلته ، لا ، المقصود بهذا التحذير والزجر ؛ لئلا يعود الناس لهذه الأمور في المساجد ، ولئلا يعتادوها ، فأتى بهذه العبارة : لا وجدت لا ردها الله عليك للزجر والتحذير ؛ حتى يبتعد الناس عن هذا الأمر ، والله جل وعلا أباح لرسوله عليه الصلاة والسلام أن يزجر الناس عما يضرهم ، وهكذا العلماء بعده خلفاء الرسل يحذرون الناس مما يضرهم ولو بالزجر ، ولو بالدعاء في (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 342) بعض الأحيان للزجر والتحذير .