القراءة في صلاة الجمعة

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

559

س: معالي مفتي المملكة، كلفت بمهام خطيب مسجد جامع (موتسامود) وأنا واحد من ثلاثة خطباء آخرين نتناوب في العام، فأنا أخطب في الشهور التالية (محرم، جمادى الأولى، ورمضان) (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 94)  وأنا بدأت في محرم 1416 هـ، فأنا الحديث من زملائي الذين سبقوني أكثر من عشر سنوات، ومنذ صعودي إلى المنبر قلة من العلماء يهاجمونني ربما للحسد وربما قلة المعرفة، مما جعلني أستشير إلى أصحاب الفضيلة والمعارف أمثالكم إن هؤلاء يتهمونني بخروجي عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - والسبب هو أنني حين أصلي بهم الجمعة لا أقرأ سورة الأعلى وسورة الغاشية، وحين أقرأ سورة الجمعة أقرأ ثلاث آيات الأخيرة منها، والمنافقون كذلك، فهم يريدون أن أقرأ السورتين بكاملهما أو عدم قراءتهما، وكذلك في سورتي الأعلى والغاشية، وأنا في الحقيقة أقرأ في الركعة الأولى آيات تناسب الخطبة، ثم في الركعة الثانية أقرأ بعض آيات من سورة الجمعة أو المنافقون أو الأعلى، وأحيانًا آيات أخرى غير الآيات السالف ذكرها، وعليه أرجو أن تفيدني بما هو الحق في ذلك؟

ج: السنة أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة في الركعة الأولى بسورة الجمعة بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية بسورة المنافقين، أو بسورة سبح في الأولى، والغاشية في الثانية، أو بسورة الجمعة في الركعة الأولى وبالغاشية في الركعة الثانية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في صلاة الجمعة؛ لما أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) عن ابن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 95) مكة فصلى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة: إذا جاءك المنافقون قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة ، فقال أبو هريرة : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة (صحيح مسلم بشرح النووي ) ج 6 ص 166. وفي رواية لمسلم أيضا ج 6 ص 167 عن النعمان بن بشير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة ب: سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية وفي رواية لمسلم أيضا عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله قال: كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله أي شيء قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة سوى سورة الجمعة فقال: كان يقرأ هل أتاك . صحيح مسلم بشرح النووي ج 6 ص 167. وعلى ذلك فقراءتك ثلاث آيات من السور المذكورة أو (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 96) بعضها خلاف السنة وما جرى عليه الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح. فيستحب لك الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم في قراءة السور المذكورة تقرأ كل سورة بكاملها. وينبغي لك أن تقبل الحق ممن دعاك إليه، وأن تكون قدوة حسنة لمن تؤمهم لا سيما وأنت خطيب الجامع، وأن تحتسب الأجر والثواب في قراءة السور المذكورة اتباعا للسنة واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وأن تصبر على كل ما يقال لك، فإن ذلك لا يضرك مادمت تتقي الله في عملك وتخلص فيه وتتبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز






كلمات دليلية:




حفظ دعاء الاستخارة أو قراءته من الكتاب