ج : الميت في حاجة إلى الدعاء والصدقة ، وأحسن ما يفعل مع الميت الدعاء له بظهر الغيب الدعاء له والترحم عليه ، وسؤال الله سبحانه أن يغفر له ، ويتغمده بالرحمة ، وأن يعفو عنه ، ويرفع درجاته في الجنة ، ونحو هذا من الدعاء الطيب والصدقة ، كذلك بالنقود وبالطعام وبالملابس وبغير هذا من أنواع المال ، كل هذا ينفع الميت ، وهكذا الحج عنه ، وهكذا العمرة عنه ، كل هذا ينفع الميت ، وإن كان عليه دين وجب البدار بقضائه من ماله إن كان له مال ، وإن كان ما له مال شرع لأوليائه وذريته وقراباته أن يوفوا عنه ، الوفاء عنه من أعظم الصدقات عليه ، كل هذا مطلوب ، أما القراءة فلا ، لم يأت ما يدل على شرعية ذلك ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن القراءة تنفع الميت ، ولكن ليس عليه دليل ، فالأولى ترك ذلك ، لأنه ليس هناك دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه في أن القراءة تصل الميت ، وأنه يقرأ له ويثوب له ، هذا ليس عليه دليل واضح ، فالأولى والأفضل والأحوط ترك ذلك ، ولكن (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 291) يدعى للميت ويستغفر له ، ويترحم عليه ، ويتصدق عنه بأنواع المال ، ويحج عنه ويعتمر عنه ، ويقضى عنه الدين ، كل هذا ينفع الميت ، ويأجر الله هذا وهذا ، الميت ينتفع والفاعل من الأحياء يؤجر على ذلك أيضا ، وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله قال : إن أمي ماتت ، فهل لي أجر إن تصدقت عنها ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم فالصدقة عن الميت تنفعه بإجماع المسلمين ، وهكذا الدعاء له بإجماع المسلمين ينفعه ، والله المستعان .