ج : أسأل الله لك الثبات على الحق ، قد سرني كثيرا ما ذكرت من استقامتك على طاعة الله ، وأبشري بالخير ، وعليك بالثبات على الحق ، والاستقامة على توحيد الله والإخلاص له ، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها ، وصوم رمضان ، وأداء الزكاة ، وغير هذا مما أوجب الله عليك مع الحفاظ على الحجاب والبعد عن أسباب الفتنة ، أما زيارة قبر زوجك وزيارة القبور فالصواب أنها لا تشرع للنساء ، بل تنهى عنها النساء ، وإنما تشرع للرجال ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ولعن (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 401) زائرات القبور عليه الصلاة والسلام من النساء ، فالواجب عدم الذهاب إلى القبور ، وادعي له كثيرا في بيتك ، وأحسني إليه بالدعاء والصدقة عنه ، وأما زيارة قبره فلا حاجة إلى ذلك ، والنياحة على الميت من الكبائر ، وتضره أيضا ، أما دمع العين فلا يضر ، دمع العين بدون صوت لا بأس عند التذكر ، تدمع العين فلا بأس ، النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم دمعت عينه ، وقال : العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون فنوصيك بالصبر الجميل ، والدعاء له بالمغفرة والرحمة إذا كان مات على خير وعلى صلاة وعلى صلاح ، فالحمد لله ، احمدي الله أنه مات على الإسلام ، وعلى المحافظة على الصلاة ، ولا تجزعي ، بل سلي الله له العفو والمغفرة والرحمة ، وأحسني التربية لابنته وأبشري بالخير العظيم ، والثواب الجزيل ، والصدقة كذلك تنفعه من مالك ، أما إذا كان لا يصلي فلا ، أما إذا كان لا يصلي فإنها لا تدعو له ، ولا تتصدق عنه ؛ لأن الذي يترك الصلاة فإنه كافر في أصح قولي العلماء ولو أقر بالوجوب ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر وقوله صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 402) الصلاة فالأمر خطير وعظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وعليك أنت أيتها السائلة الحرص على أداء الصلاة ، والمحافظة عليها ، وسؤال الله الثبات ، والتوبة عما سلف من التساهل مع زوجك .