بيان حكم الرثاء على الميت

فتاوى نور على الدرب

530

س : إنني أرتاح عندما يرثي ، أو يغني جماعة ما لأحد الموتى ، وحيث إن الدين نهى عن ذلك ونهى عن البكاء على الميت ، ولكني أتأثر وأرتاح عندما يبكونه جماعة ، أو يرثون أحد الموتى ، فهل علي ذنب أو كفارة في ذلك ؟ أدامكم الله على طريق الحق

ج : هذا فيه تفصيل ، إذا كان الرثاء من باب ذكر محاسن الميت بما يشوق إلى التأسي به والاقتداء به في الأعمال الطيبة ، من الجود والكرم والجهاد في سبيل الله ، وإنكار المنكر ، والدعوة إلى الخير ، فذكر هذا في المراثي ينفع المسلمين ولا يضرهم ، ويرتاح له كل مؤمن ، أما إذا كان الرثاء تهيج المصائب ، وتدعو إلى النياحة ، وتحرك أحوال أهل الميت ، حتى يشتغلوا بالنياحة والصياح فلا ينبغي ذكرها ، ولا ينبغي قراءتها عندهم ؛ لأن هذا يسبب مشكلات ، ويفضي إلى محرمات ، فلا يفعل ، أما الأغاني التي تتضمن الدعوة إلى الفسوق والعصيان ، أو تتضمن دعوة إلى شرب (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 431) الخمور أو إلى غير هذا من الفساد ، أو إلى التشويق إلى النساء بغير حق ، أو إلى الحب بغير حق ، أو ما أشبه ذلك فهذه يجب إنكارها ، ويجب الحذر منها ؛ لأنها تفسد الأخلاق ، وتفسد القلوب كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل والله يقول سبحانه وهو أصدق القائلين : ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله أما الغناء الذي فيه الدعوة إلى الخير والأمر بالخير فينبغي أن يكون بألحان العرب ، يكون بالأشعار العربية المعروفة والقصائد العربية ، فلا محذور فيه ، لكن بغير ألحان النساء ، وأشباه النساء ، يكون بالألحان العربية ، بالشعر العربي كما كان حسان ينشد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الرد على المشركين .






كلمات دليلية:




بالإحسان تملك الأحرار