ج : إن كان قصر في حياته ، لم يأمر أبناءه وبناته ولم يعلمهم فهو على خطر من ذلك ، ادع له أن الله يسامحه ويعفو عنه ، أما إن كان لم يقصر بل اجتهد في تربيتهم وتعليمهم وأمرهم بالخير ، ولكن قصروا بعد وفاته هم ، فالإثم عليهم ، وليس عليه من ذلك شيء ، إذا قصروا بعد وفاته في الصلاة أو في غيرها فالإثم عليهم ، لكن في حياته إذا كان قد تساهل في حقهم فهو على خطر ، تدعون له بالرحمة والمغفرة والرحمة ، إذا كان تساهل معهم ولم يعلمهم ولم يؤدبهم ، فقد ترك الواجب عليه ، وهو مسؤول عن هذا ، وعلى خطر من هذا الشيء ، لكن تدعو له بالمغفرة والرحمة والعفو ، وعليكم أيضا أن تتواصوا بالخير فيما بينكم ، وأن تتناصحوا وأن تجتهدوا في أداء حق الله ، وأن تحافظوا على الصلاة في الجماعة ، وأن تجتهد مع أخواتك أيضا بنصيحة أخواتك وتوجيههن إلى الخير ، وأمرهن بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها وغير هذا من وجوه الخير كأداء الزكاة ، وصوم رمضان والمحافظة عليه ، صلة ذات (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 289) الرحم ، إكرام الجار ، حفظ اللسان عما لا ينبغي ، توصي جميع إخوتك من ذكور وإناث بتقوى الله ، توصيهم بطاعة الله ورسوله ، وتوصيهم بفعل الخير وترك الشر ، وتوجيههم بكثرة التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والذكر وقراءة القرآن ، توصيهم بإكرام جيرانهم ، وإكرام أقاربهم ، وصلة أرحامهم ، وأنت على خير ، يقول الله عز وجل : والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر من أفضل الخصال بالإيمان التواصي بالحق والتناصح ، يقول جل وعلا : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ويقول سبحانه وتعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان فأنت أيها السائل عليك أن تتعاون مع إخوانك ومع أقربائك ومع جيرانك على البر والتقوى ، وعلى طاعة الله ورسوله ، وعلى الصلاة مع الجماعة ، وعلى بر الوالدين ، وعلى صلة الرحم ، وعلى حفظ اللسان عما لا ينبغي ، كل هذا من التناصح والتواصي بالحق .