ج : إن الحج عن الميت والعمرة عن الميت من أفضل القربات ، وينتفع به الميت المسلم كثيرا ، ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرات كثيرة ، فقال للسائل : حج عن أبيك أو السائلة : حجي عن أبيك والآخر : عن أمك وسمع عليه الصلاة والسلام رجلا يقول : لبيك عن شبرمة . قال : " من شبرمة " قال : أخ لي . أو : قريب لي - قال : " هل حججت عن نفسك " قال : لا . قال : " حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة فالناس أقسام ، منهم من قد حج الفريضة وأدى العمرة ، الفريضة هذا يحج عنه نافلة ، فمن حج عنه أخوه أو أبوه أو أخ من إخوانه في الله كل ذلك طيب ، وهكذا العمرة ، أما إذا كان ما أدى الحج ولا العمرة فإن الذي يحج عنه يكون قد أدى عنه فريضة ، وكذلك العمرة يكون قد أدى عنه عمرة الفريضة ، وهو على كل حال يكون مأجورا ، والميت (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 318) مأجورا ، كلاهما مأجور عن العمل الطيب ، وعن إحسانه لأخيه ، مأجور عليه ، والميت مأجور بذلك ، وهكذا الصدقة وهكذا الدعاء يتصدق عن أخيه يؤجر هو والميت ، جميعا على خير ، وهكذا إذا دعا لأخيه الميت ، يؤجر هو ، وينتفع الميت بالدعاء .