ج : إن الله جل وعلا شرع لعباده في الدفن ، أن يدفن المؤمن في القبر في الأرض كما قال تعالى : منها خلقناكم وفيها نعيدكم وقال تعالى : ثم أماته فأقبره . فيحفر له نحو نصف القامة أو ما يقارب ذلك ، ويجعل له اللحد في جهة القبلة ، ويوضع في اللحد ، ويصف عليه اللبن ، ويطين حتى لا يصل إليه التراب ، ثم يدفن ويرفع القبر قدر شبر تقريبا من تراب (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 104) القبر ، ولا يجوز البناء عليه ، لا قبة ولا مسجد ولا غير ذلك ، ولا يجوز تجصيصه ولا الكتابة عليه ولا الزيادة عليه من غير ترابه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال عليه الصلاة والسلام : ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك رواه مسلم في الصحيح ، وروى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه هذا كله لا يجوز : تجصيص القبر ، ولا البناء عليه ، ولا القعود عليه . لكن إذا دفن الإنسان في قبر عليه بناء فالإثم على من فعل ، لا عليه هو ، إذا كان لم يأذن ولم يرض ، إذا دفنه أهله في قبر مشيد ، قد بني عليه أو جصص عليه يكون الإثم على من فعله ، أما هو فلا شيء عليه إذا كان لم يرض ولم يأذن ، وعليه أن يوصي بأن يدفن في المقابر السليمة ، يعني يوصي ويجتهد أن يكون دفنه في القبور السليمة البعيدة عن البناء عليها ، (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 105) هذا هو الواجب عليه أن يوصي أهله وقرابته ، يوصيهم أو يحذرهم .