ج : لا شك أن الذبح لله والتقرب إليه بذلك من أفضل الصدقات ، ومن أفضل القربات كما قال الله عز وجل : قل إن صلاتي ونسكي يعني (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 307) ذبحي : ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، وقال سبحانه : إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر فالتقرب إلى الله بالذبائح فيه خير عظيم ، ولهذا شرع الله سبحانه وتعالى الضحية في أيام عيد النحر ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين كل سنة ، عليه الصلاة والسلام ، أحدهما عنه وأهل بيته ، والثاني عمن وحد الله من أمته عليه الصلاة والسلام ، فإذا ذبح الإنسان ذبيحة يقصد بها التقرب إلى الله ونفع الفقراء والإحسان إليهم ، فلا بأس بذلك ، وكان عليه الصلاة والسلام يذبح في بعض الأحيان ذبيحة ، ويوزعها بين صديقات زوجته خديجة رضي الله عنها ، وهكذا التصدق بالنقود وبالطعام من التمر ، أو الأرز أو غير ذلك أو الملابس ، كل ذلك قربة وطاعة إذا كان لله وحده سبحانه وتعالى على الوجه الذي شرعه الله جل وعلا ، أما الذبح من أجل التقرب إلى الموتى ، كالذبح للبدوي والحسين أو للشيخ عبد القادر الجيلاني بقصد التقرب إليهم ، ليشفعوا له أو ليشفوا مريضه ، أو يقضوا حاجته ، أو يطلبوا المدد ، ويذبحوا له من أجل ذلك هذا شرك بالله ولا يجوز ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : لعن الله من ذبح لغير الله والتقرب بالذبائح للموتى ليشفعوا للذابح (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 308) أو يقضوا حاجته ، أو ليشفوا مريضه ، أو يمدوه بمدد ينفعه ، أو يحفظوا مزرعته ، أو بهائمه ، كل هذا شرك بالله عز وجل ، وقد يفعل هذا بعض الجهلة ، وهذا من الشرك الأكبر ، وهكذا الذبح للأصنام وللصور المنحوتة على صور بعض العظماء أو للجن أو للكواكب أو للملائكة يتقرب إليهم ، كل هذا من الشرك الأكبر ، وهكذا دعاؤهم والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، كل هذا من الشرك الأكبر - نعوذ بالله من ذلك - وإذا ذبح الإنسان الذبيحة من أجل الصدقة لا بأس ، يتصدق بها عن أبيه ، أو عن أمه ، أو عن أخواته ، يتقرب بها إلى الله ، ويرجو ثوابها لهذا الميت ، لا بأس بذلك ، أو للحي كذلك .