ج : هذا فيه تفصيل : الذبح إن كان قصده التضحية عن الميت يضحي عنه فالضحية مشروعة ، للحي والميت ، كونه يضحي عنه ، أو يذبح ذبيحة يتصدق بها يعطيها الفقراء عنه لا بأس ، أما الذبح له ، يتقرب هو للميت ، فهذا شرك ، يذبح له ، يتقرب إليه ، كما يذبح عباد الأصنام لأصنامهم ، هذا شرك أكبر ، أما أن يذبح يتقرب إلى الله ضحية عن الميت أو صدقة يعطيها الفقراء عن الميت ، أو يتصدق بدراهم أو بطعام عن الميت ، فهذا لا بأس به ، بل فيه نفع للميت ، يقول صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له قال رجل : يا رسول الله ، إن أمي ماتت ولم توص ، أفلها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال النبي : " نعم هذا فيه خير عظيم ، أما القراءة عند القبور بدعة ، لا تشرع القراءة عند القبور ، ولا الصلاة عند القبور ، بل هذا من البدع ، بل من وسائل الشرك ، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا فدل (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 258) على أن القبور ما يصلى فيها ، ولا يقرأ عندها ، اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، هذا يدل على أن البيوت هي محل القراءة ، أما القبور فليست محلا للصلاة والقراءة ، فالبيت يصلى فيه النافلة ، يصلي فيه المريض العاجز عن المسجد ، يقرأ في البيت كل هذا طيب ، أما القبور فإنما تزار للدعاء لهم ، والترحم عليهم ، والإحسان إليهم بالدعاء ، أما أن يتخذها للصلاة عندها أو للذبح عندها أو للقراءة عندها فهذا بدعة .