ج : السفر لزيارة القبور ما يجوز ، لكن تزار بدون سفر ، يزور القبور في بلده ، يسلم عليهم ويدعو لهم إذا كانوا مسلمين ، وإن كانوا كفارا يزورهم للاعتبار والعظة فقط ، ولا يسلم عليهم ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة هكذا قال صلى الله عليه (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 490) وسلم : زوروا القبور ، فإنها تذكركم الآخرة رواه مسلم في صحيحه ، وكان يعلم أصحابه رضي الله عنهم إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وربما قال في بعض كلماته إذا زار القبور : غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد وربما قال : السلام يا أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ، ونحن بالأثر فالإنسان يسلم عليهم نحو هذا ، نحو ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهم لكن من دون شد رحل ، لكن البعيدين لا يشد الرحل ، يزور القبور التي في بلده من دون شد رحل ، وإذا سافر إلى بلد لأجل مصلحة التجارة أو زيارة أخ له وأحب أن يزور القبور ، هذا لا بأس إذا كان السفر ليس لأجلها بل لأجل التجارة أو زيارة قريب حي ، أو صديق ، أو لأسباب أخرى ، وأحب أن يزور القبور فهي سنة ، الزيارة سنة ، فيها عظة ، فيها مصالح ، تذكره الموت ، تذكره الآخرة ، كما قال (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 491) النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن ليس له أن يشد الرحل إليها إذا كانت بعيدة ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى هذه المساجد الثلاثة التي تشد لها الرحال للصلاة فيها والعبادة ، وللحج في المسجد الحرام ، أما غيرها من المساجد والبقاع والقبور ، فلا تشد لها الرحال ، لا تشد الرحال إلى بقعة من البقاع ، لا مقبرة ولا صحراء ولا الطور ، الذي كلم الله فيه موسى ، ولا غير ذلك أبدا ، لا تشد الرحال لهذه الأشياء ، ولما سافر أبو هريرة إلى الطور أنكر عليه بصرة بن أبي بصرة الغفاري ، وقال : لو علمت لما سافرت ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى فأنت يا عبد الله عليك أن تتبع السنة ، ولا تخرج عنها ، تزور القبور في بلدك ، ولا تشد الرحال إليها في أي مكان ، لا تسافر إليها ، وهذا للرجال خاصة ، أما النساء ، فليس لهن زيارة ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور ، فلا يزرن القبور ، وإنما يزورها الرجال فقط ، هذا هو الصواب . (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 492)صفحة فارغة (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 493) انتهى بحمد الله تعالى الجزء الرابع عشر ويليه بمشيئة الله تعالى الجزء الخامس عشر وأوله كتاب الزكاة