حكم بعض العادات في العزاء_1

فتاوى نور على الدرب

651

س : عندما يتوفى المرء في بلدنا يجلس الأقارب في بيت المتوفى مدة خمسة أيام أو أكثر من ذلك لاستقبال المعزين ، فيقرؤون الفاتحة ويرفعون أيديهم إلى الوجه ، ثم يقولون بصوت جماعي : جبر الله كسرك ، ولأهل الميت : عظم الله أجرك . فما حكم الشرع في هذه العادة ، وهل هي صحيحة أم أنها بدعة ؟ نرجو الإفادة ، جزاكم الله خيرا

ج : هذه العادة بدعة ، لا أصل لها في الشرع ، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يفعلون ذلك ، فالواجب على المؤمن الحذر من (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 348) البدع ، فهي شر وبلاء ؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وقال عليه الصلاة والسلام : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد فهو مردود . وكان يقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام : أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - يعني السيرة - وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة خرجه مسلم في صحيحه . فالمصابون يعزون في ميتهم ، ويدعى لهم أن الله يجبر كسرهم ، ويحسن عزاءهم ، ويغفر لميتهم إذا كان مسلما ، أما كونهم يجلسون للعزاء ، ويتجمعون على القراءة وعلى الأكل والشرب فهذا لا أصل له ، لكن إذا جلس في بيته في الوقت المعتاد الذي يجلسه الناس في بيوتهم ، وجاءه الناس يعزونه من دون إحداث شيء ، بل الجلوس العادي ، وإن صب لهم الشاي لا بأس ، هذه جلسات عادية لا بأس بها ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه خبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، لما قتل في مؤتة قال الصحابي : جلس واجما يرى عليه أثر الحزن . عليه الصلاة والسلام . فالمقصود أن (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 349) الجلوس عند المصيبة وعند روعة المصيبة ليس فيه حرج ، لكن كونه يتعمد أن يكون لهذا نظام خاص بإيجاد الطعام ، أو مأتم الحزن ، أو جمع قراء ، أو قراءة خاصة يفعلونها بينهم ، أو دعوات يجتمعون عليها ، ويرفعون أيديهم ، أو ما أشبه ذلك هذا لا أصل له ، أما كونه جلس في بيته الجلوس المعتاد ضحوة أو ظهرا أو عصرا أو مغربا ، ومر عليه جيرانه وأقاربه وعزوه ، أو عزوه في الطريق أو المسجد أو في المقبرة ، كله جائز والحمد لله ، من دون أن يتخذ لهذا نظاما خاصا ، كذلك لا أصل لقراءة الفاتحة ولا غيرها ، أما إذا قرؤوا على العادة ، اجتمعوا وقرؤوا من القرآن لا لأجل الميت ، بل لأنهم مجتمعون ، وقرأ واحد يسمعهم كلام الله لا بأس بهذا ، أما أن يكون للمصيبة بقصد المصيبة فهذا لا أصل له .






كلمات دليلية:




أول من فتح القسطنطينية هو السلطان العثماني <b>محمد الفاتح</b>.