حكم بعض العادات في العزاء_2

فتاوى نور على الدرب

613

س : ما رأيكم في العادات المتبعة لدى البعض في العزاء من الولائم ، وقراءة القرآن والأربعينيات والسنويات أيضا ، وما شاكل ذلك ؟ (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 346)  فنرجو التوجيه من سماحة الشيخ

ج : هذه العادات لا أصل لها ، ولا أساس لها ، بل هي من البدع ومن أمر الجاهلية ، كونه يقيم وليمة إذا مات الميت يدعو لها الجيران والأقارب ، ونحو ذلك ، ويقيمونها بالبكاء وبالقراءة أو نحو ذلك ، هذه بدعة لا تجوز ، وهكذا إقامتها على رأس الأربعين ، وعلى رأس الأسبوع ، وعلى رأس الشهر ، وعلى رأس السنة ، كلها من بدع الجاهلية ومما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى ، وإنما المشروع لأهل الميت الصبر والاحتساب والعزاء مما أصابهم ، أي يتعزون بالله ويرضون عما قدر الله عليهم سبحانه وتعالى ، ويحتسبون الأجر عنده عز وجل ، ولا مانع أن يصنعوا لأنفسهم الطعام العادي لأكلهم وحاجاتهم ، وهكذا لو نزل بهم ضيف وصنعوا له الطعام العادي لا بأس ، أما أن يصنعوه من أجل الموت ومن أجل المأتم لإقامة مأتم يجمعون الناس ليقرؤوا القرآن أو ليقرؤوا الأحاديث والأشعار ، أو ليبكوا معهم وينوحوا معهم فكل ذلك من البدع المحدثة ، وليس لها أصل في الشرع المطهر ، ويشرع لأقاربهم وجيرانهم ونحو ذلك أن يصنعوا لهم طعاما يرسلونه إليهم ؛ لأنهم مشغولون بمصيبة ، فإذا صنع لهم جيرانهم أو بعض أقاربهم طعاما يوم الموت واليوم الثاني أو نحوه وأرسلوه إليهم جبرا لهم لمصابهم ، (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 347) وإعانة لهم على المصيبة ؛ لأنهم مشغولون ، قد لا يتفرغون للطبخ ، وقد يكسلون عن ذلك لشدة المصيبة ، هذا أمر مشروع ، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه لما أتى نبأ جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتل في مؤتة بالشام ، وجاء خبره إلى المدينة رضي الله عنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم أهله أن يصنعوا طعاما لآل جعفر ، قال : اصنعوا لآل جعفر طعاما ؛ فقد أتاهم ما يشغلهم يعني : ابعثوا لهم طعاما ، من أهله صلى الله عليه وسلم لأهل جعفر ؛ لأنه قد أتاهم ما يشغلهم عن صنع الطعام ، فهذا أمر مشروع وليس فيه بأس .






كلمات دليلية:




زعيم في القرية ولا ذنب في المدينة