ج : السنة الحفر في الأرض للقبور ، أن يحفر فيها ويعمق فيها إذا كانت الأرض صالحة ، إذا كانت الأرض صالحة فالسنة أن يحفر فيها ويعمق الحفر إلى نصف الرجل فوق السرة ، فوق نصف الرجل ، يعني فوق (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 98) العورة ، وأن يكون لحدا يجعل فيه من جهة القبلة يكون فيه الميت ، هذه السنة لكن لو كانت الأرض رديئة ، ما تتماسك ، ضعيفة ، فلا بأس أن تضبط بالبناء ، أي يحفروا له حفرا ويضبطوه بالبناء ، أو بالألواح حتى لا ينهدم ، لا بأس بهذا عند الحاجة ، أما البناء فلا يبنى بل يحفر له في الأرض ، ويضبط التراب بألواح أو بحجارة حتى يستقر التراب فوق ذلك ، هذا هو السنة ، الدفن في الأرض لا البناء ، أما البناء فلا ينبغي ، لكن من أراد الإحسان فليحفر لهم حفرا مناسبة ويحيي السنة ، لا يوافقهم على ما أحدثوا ، بل المؤمن يحيي السنة ويدعو إليها ، ويصبر على ما في ذلك من المشقة ، هكذا ينبغي للمؤمن ، ومن البلايا التي وقعت الآن في الناس - ولكن بجهل - تطويل البناء على القبور ، القبر يكون في الأرض أو على سطح الأرض ، ثم يبنى عليه قبة أو مسجد ، هذا من البدع ومن المنكرات العظيمة ، ومن وسائل الشرك ، وهذا واقع في مصر والشام والعراق وغير ذلك ، وقد كان واقعا في مكة المكرمة وفي البقيع ، حتى أزال الله ذلك على يد الحكومة السعودية ، وأحسنت في ذلك جزاها الله خيرا ؛ لأنها أزالت البدع ، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، نهى عن البناء على القبور وعن تجصيصها ، وقال : لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد هذا هو الواجب على حكام المسلمين : (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 99) أن يمنعوا البناء على القبور ، وأن يمنعوا اتخاذ المساجد عليها ، والصلاة عندها ، وألا يطاف بها ، وألا تدعى من دون الله ، ولا يستغاث بأهلها ، كل هذا من المنكرات لأن البناء من وسائل الشرك ، أما دعاء الميت أو الاستغاثة بالميت ، وطلب المدد منه فهذا من الشرك الأكبر ، ومن عبادة غير الله سبحانه وتعالى ، كما هو واقع في بعض البلاد ، هذا الذي ينبغي الحذر منه وتحذير الناس منه .