ج : السنة للمسلمين أن يساعدوا أهل الميت ببعث العشاء لهم ، يعزون بميتهم ، ويبعث لهم أقاربهم وجيرانهم أيام العزاء طعام العشاء ؛ لأنهم مشغولون عن صنعة طعام العشاء بسبب المصيبة ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأهله لما جاء نبأ جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم مؤتة : ابعثوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم هذا من السنة ، أما كون أهل الميت يقومون بصناعة الطعام للناس فهذا لا ينبغي ، هذا منكر ، وهو من جملة النياحة ، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام لهم من النياحة فلا ينبغي هذا ، ولا يجوز لهم أن يصنعوا الطعام للناس ويجمعوا الناس عنده (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 375) للأكل ؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة ، لكن زوارهم ينبغي أن يخففوا ، يزورونهم للتعزية ثم ينصرفون ، ولا يثقلون عليهم ، ولا يحوجونهم إلى صنع الطعام ، وينبغي للمعزين أن يعزوا ثم ينصرفوا من دون إبطاء وتأخر عندهم حتى لا يشق عليهم ، وإذا كان المعزون جاؤوا من بلاد بعيدة ضيوفا على المعزين فلا بأس حينئذ - من أجل الضيافة - أن يصنع لهم أهل الميت طعاما أو يصنع لهم الجيران ويقدمونه لهم لا بأس بهذا ، أما أن يتخذ عادة بأن أهل الميت يصنعون طعاما للمعزين فهذا لا ينبغي ، بل هذا من المنكر ، من عمل الجاهلية ومن النياحة ، لكن إذا اضطروا إلى هذا بسبب الضيوف الذين جاؤوهم من بعيد ، ويستحون من تركهم فلا بأس أن يصنعوا لهم الطعام من باب الضيافة لا من باب المأتم ، ولا من باب صنع الطعام من أجل الميت ، لا ، بل هذه حاجة عارضة ، وأما جيرانهم وأقاربهم فالأفضل أن يصنعوا لهم طعاما يهدونه إليهم من أجل أنهم مشغولون ، فيكفيهم المؤنة جيرانهم وأقاربهم ، ويهدونه إليهم ، وإذا أكل معهم بعض المعزين أو بعض الجيران فلا بأس ؛ لأنه طعام حاصل إن لم يأكلوه طرح في العراء ، فلا بأس حينئذ أن يأكل معهم جيرانهم وضيوفهم ، كل هذا لا بأس به .