ج : كل هذه بدع لا أصل لها ، فالسنة مع الجنازة التفكير وخفض الصوت ، وتأمل مصير الميت ماذا يقال له ؟ وماذا يجيب به ؟ وتذكر هذا الأمر العظيم لأنك صائر إلى ما صار إليه ، فينبغي للمؤمن أن يستشعر (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 65) هذا الأمر العظيم ، وكان السلف رضي الله عنهم يخفضون أصواتهم ، ولا يتكلمون برفع الصوت في مثل هذه الحال مع الجنائز ، بل يخفضون أصواتهم ، ولا يتكلمون إلا بالتفكير والموعظة ، وتذكير الناس بالخير ، ودعوتهم إلى الخير ، أما : وحدوه ، لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، بأصوات مرتفعة فهذا غير مشروع ، بل هذا بين الإنسان وبين نفسه ، كذلك الأذان عند القبر أو يقيم عند القبر أو في نفس القبر هذه بدعة أيضا ، أو يقرأ فيه القرآن ، هذا بدعة لا أصل لذلك ؛ لا في نفس القبر ولا عند القبر ، كل هذا من البدع ، والمقابر ليست مثل المساجد ، يقول صلى الله عليه وسلم : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تتخذوها قبورا ؛ لأن القبور لا يصلى عندها ، ولا يقرأ عندها ، ليست مثل المساجد ، كذلك التلقين ، كونه يقف عند رأسه بعد الدفن يقول : قل كذا ، قل كذا ، وإذا سألك الملك عن كذا فقل كذا ، يسمونه التلقين ، ويقولون : اذكر ما خرجت عليه من الدنيا ؛ أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأنك ترضى بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وبالقرآن إماما ... إلى غير ذلك مما يقولون ، هذا لا أصل له ، فقد جاء في أخبار موضوعة عن النبي (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 66) صلى الله عليه وسلم لا أصل لها ، فعله بعض أهل الشام ، كما ذكره جماعة ، وليس فعلهم بحجة ، ولا غيرهم من الناس ، الحجة فيما قاله الله ورسوله ، وفيما أجمع عليه الصحابة ، أما قول بعض الناس من المتأخرين والتابعين وأتباع التابعين إذا اختار شيئا ، أو رأى شيئا - لا يكون حجة على الناس ، ولا يكون دينا ، الدين ما شرعه الله ورسوله وما أمر الله به ورسوله .