حكم تلقين الميت بعد دفنه في قبره_2

فتاوى نور على الدرب

526

س : إذا مات الشخص عندنا لا يصلون عليه صلاة الجنازة إلا في المقبرة ، فهل هذا جائز ؟ وإذا أردنا دفنه صاح الجميع بصوت مرتفع : لا إله إلا الله طوال فترة الدفن ، وإذا أراد أحد أن يساعد أخاه في عملية الدفن طلب من المجرفة بقوله : وحد الله ، ثم بعد الفراغ من الدفن يقف الملقن على قبر الميت ، فيقول كلاما بليغا يخاطب فيه الميْت ، قد يؤثر في السامعين لما فيه من عبارات التذكير بعذاب القبر ونعيمه ، فما الحكم في كل هذا ؟ أفيدونا أثابكم الله

ج : أما الصلاة على الميت في المقبرة فلا بأس بها ، قد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على صاحب قبر بعدما دفن ، لكن الأفضل أن يصلى عليه في المصلى المعد للجنازة ، أو المساجد حتى يصلي عليه جمع غفير من الناس ، وأفضل لأهله أن يقدموه للمسلمين يصلون عليه في المساجد ، أو في المصلى المعد للجنائز إذا كان هناك مصلى معد ، فإن لم يتيسر ذلك ، وصلي عليه في المقبرة فلا حرج ، أما رفع الصوت ب : لا إله إلا الله عند الدفن وعند الحفر ، أو عند السير بالجنازة هذا لا أصل له ، بل المشروع أن الإنسان ينظر ويفكر في عاقبة الموت وما بعد الموت ، ويحاسب نفسه ، ولا يرفع صوته بذكر الله ولا بغير ذلك مع الجنازة ، ولا عند الدفن ، ولا عند الحفر ، أما كون الإنسان يتكلم بشيء عادي حال سيره مع الجنازة بينه وبين نفسه ؛ من دعاء أو ذكر لله ، أو في المقبرة أو غير ذلك فلا بأس ، أما شيء يتعمد بصوت عال : وحدوه ، أو : لا إله إلا الله بصوت جماعي ، أو عند الدفن هذا شيء لا أصل له ، وكان من عادة السلف رحمة الله عليهم غض الصوت عند الجنائز ، والتفكير في أحوال الميت ، وما يقال له وما يقول هذا هو الذي ينبغي للمؤمن ، فيفكر عند اتباعه للجنازة ، وعند حضوره إلى القبور ، وعند حضوره للدفن ، يفكر في هذه الأمور العظيمة وماذا يقال للميت ؟ وماذا يقول ؟ وهل يجيب ، أو ما يجيب ؟ يكون عنده تفكير طويل حتى ينتفع بذلك ، ولا مانع من الدعاء (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 69) والاستغفار بينه وبين نفسه والذكر بين العبد وبين نفسه لا بأس به ، أما تعمد رفع الصوت بذلك ، أو أن يكون صوتا جماعيا هذا لا أصل له ، والسنة بعد الدفن أن يدعى للميت بالمغفرة والثبات ، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت يقول : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ؛ فإنه الآن يسأل فالسنة أن يوقف عليه بعد الدفن ويدعى له بالمغفرة والثبات ، أما التلقين فهو بدعة ، هذا هو الصواب ، أو أن يقال للميت بعد الدفن : يا فلان ، اذكر ما خرجت به من الدنيا ، أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الإسلام دينك وأن محمدا نبيك ، وأن القرآن إمامك ... إلى آخر هذا من الكلمات التي يقولونها ، هذا لا أصل له ، جاء فيه أخبار لكنها موضوعة غير صحيحة ، الصواب في هذا والمعتمد في هذا عند أهل السنة أن التلقين لا أصل له في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل هو بدعة ، وإنما يدعى للميت بالمغفرة والثبات بعد الدفن كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، هذا هو المعتمد ، وهذا هو المشروع .






كلمات دليلية:




إبراهيم الأخضر