حكم تلقين الميت بعد دفنه في قبره_3

فتاوى نور على الدرب

389

س : في ريفنا اليمني يقوم المشيعون للجنازة بترديد بعض الأذكار جماعات جماعات وبأصوات مرتفعة ، وهذه الأذكار هي : الله يا الله ، لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الله يا الله ، فهل هذا جائز شرعا ؟ وما كَلِمَتُكُمْ للمشعين في مثل هذا الموقف ؟ جزاكم الله خيرا

ج : هذه الألفاظ من البدع ، فلا يجوز للمشعين أن يرفعوا أصواتهم بهذا الكلام : لا إله إلا الله ، أو الله ، الله . أو يا الله ، يا الله ، بل المشروع للمشيع أن يستحضر أمر الموت ، وما يسأل عنه الميت ، وخطر القبر ، تكون على باله هذه الأمور ، حتى يستعد لهذا الأمر ، وحتى يحذر من ركونه إلى الدنيا ، واشتغاله بها عن الآخرة ، قال قيس بن عبادة التابعي المشهور : كان السلف رضي الله عنهم إذا كانوا مع الجنائز صمتوا مشتغلين بالتفكير فيما للميت ، وما أمامه من الأهوال والعجائب ؛ لأن القبر إما (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 67) روضة من رياض الجنة ، وإما حفرة من حفر النار ، فالواجب على المشيعين أن يتذكروا هذا المقام ، وأن يكون على بالهم ، أما رفع أصواتهم بشيء من الذكر ، أو الدعاء جماعيا أو فرادى كل ذلك لا يجوز ، وليس هذا من هدي السلف الصالح ، بل من هديهم السكوت عند الجنائز ، والإنصات وخفض الأصوات والتفكير في مآل الميت وما يكون له في القبر وما ينزل به ، ويعد الإنسان لهذا عدته ؛ لأنه صائر له ما صار لهذا الميت فيكون على باله ، هذا هو المشروع في هذه المسألة ، فينبغي توجيه هؤلاء إلى الخير ، وأن يخفضوا أصواتهم ، وأن يفكروا في مآل الميت وما ينزل به حين يوضع في قبره ، وسؤاله وماذا يجيب به ... إلى غير هذا من الأمور العظيمة التي كل إنسان سيمر بها ، والله المستعان .






كلمات دليلية:




التسويف سم الأعمال، وعدو الكمال