ج : ليس للعزاء مدة معلومة ، بل السنة للمؤمن والمؤمنة التعزية على أي حال كان ، في الطريق أو في البيت بعد الموت ، قبل الصلاة وبعدها ، وقبل الدفن وبعده ، وليس لذلك مدة معلومة ، ولا مكان معلوم ، بل المؤمن يعزي إخوانه في الله ، والمؤمنة تعزي أخواتها في الله ، وأقاربها وجيرانها تعزيهم ، وأما كونهم يلزمون البيت سبعة أيام أو ثلاثة أيام فهذا لا أصل له ، بل يخرجون لحاجاتهم وفي أعمالهم ، ومن صادفه في الطريق أو في محل العمل أو في البيت عزاهم ، وإذا جلسوا في البيت وقت الجلوس المعتاد وجاءهم إخوانهم وعزوهم فلا بأس ، أما أن يصنعوا للناس وليمة يذبحون الذبائح من أجل الميت فهذه بدعة من عمل الجاهلية لا أصل لها ، يقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصناعة الطعام بعد الدفن كنا نعده من النياحة فليس لأهل الميت أن يصنعوا الطعام للناس بسبب الميت ، لكن إذا أهدى إليهم جيرانهم وأقاربهم طعاما فهذا لا بأس به ، بل هو مستحب أن يهدي الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاما ؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة ، فقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمر أهل بيته (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 341) عليه الصلاة والسلام لما جاء خبر موت ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من الشام ، قال صلى الله عليه وسلم لأهله : اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم إذا صنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاما فهذا مشروع ، وإذا دعا إليه أهل الميت جيرانهم ومن نزل بهم من الضيوف وأكلوا فلا بأس ؛ لأنه قد يكون طعاما كثيرا فيحتاج إلى من يأكله ، فإذا دعوا جيرانهم وبعض أقاربهم للأكل معهم فلا بأس بذلك ، وهكذا لو نزل بهم ضيف ، وصنعوا له طعاما فلا حرج في ذلك ؛ لأن هذا ليس من أجل الميت بل من أجل الضيف ، وفق الله الجميع .