ج : زيارة القبور سنة ، فيها عظة وذكرى ، وإذا كانت القبور من قبور المسلمين دعا لهم ، وكان النبي يزور القبور - عليه الصلاة والسلام - ، ويدعو للموتى ، وهكذا أصحابه رضي الله عنهم ، ويقول صلى الله عليه (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 482) وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وكان يعلم أصحابه - رضي الله عنهم - إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية وفي حديث عائشة في الزيارة يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وفي حديث ابن عباس يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر فالدعاء لهم بهذا وأشباهه كله طيب ، وفي الزيارة ذكرى وعظة؛ ليستعد المؤمن لما نزل بهم ، فإنه سوف ينزل به الموت ، فليعد العدة ويجتهد في طاعة الله ورسوله ، ويبتعد عما حرم الله ورسوله ، ويلزم التوبة عما سلف منه من التقصير ، هكذا يستفيد المؤمن من الزيارة . أما ما ذكرت من زيارة قبور علي رضي الله عنه والحسن والحسين أو غيرهم أنها تعدل سبعين حجة ، فهذا باطل وموضوع ومكذوب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، بل ليس له أصل ، وليست الزيارة لقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي هو أفضل الجميع تعدل حجة ، الزيارة لها حالها وفضلها ، لكن لا تعدل حجة ، فكيف بزيارة غيره - عليه الصلاة والسلام - ؟ هذا من الكذب ، وهكذا : من زار قبور أهل بيتي كتب الله له سبعين حجة . (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 483) كل هذا لا أصل له ، كله باطل ، كله مما كذبه الكذابون ، فيجب على المؤمن الحذر من هذه الأشياء المكذوبة الموضوعة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما تسن الزيارة للقبور سواء لقبور أهل البيت أو لغيرهم من المسلمين ، يزورهم ويدعو لهم ، ويترحم عليهم وينصرف ، أما إن كانت القبور لكفار ، مقابر كفار فإن زيارتهم للعظة والذكرى من دون أن يدعو لهم ولا يسلم عليهم ، كما زار النبي قبر أمه ، ونهي أن يستغفر لها ، زارها للعظة والذكرى ولم يستغفر لها ، فهكذا القبور الأخرى ، قبور الكفرة إذا زارها المؤمن للعظة والذكرى فقط ، لا يسلم عليهم ، ولا يستغفر لهم؛ لأنهم ليسوا أهلا لذلك .