ج : إذا تمكن أهله من الصلاة عليه وتكفينه وتغسيله والصلاة عليه فلا بأس ، وقد دفن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأموات ليلا ، ودفن هو ليلا عليه الصلاة والسلام ، وهكذا الصديق ، وهكذا عمر دفن ليلا ، وهكذا عثمان ، فالمقصود أن الدفن في الليل لا بأس به إذا توافرت الأمور (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 344) المشروعة وتمكن أهله من الدفن ، أما ما جاء من النهي عن الدفن ليلا فهذا محمول عند أهل العلم على ما إذا كان الدفن في الليل يفضي إلى عدم أداء الواجب في حق الميت . أما عن الأوقات التي ينهى فيها عن الدفن فإن هناك ثلاث ساعات . ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عند مسلم رحمه الله : ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن ، أو أن نقبر فيهن موتانا ، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس ، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب هذه الثلاث عند طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح ، وعند قيامها قبيل الظهر حتى تزول قبل الظهر بقليل ، وعند انحدارها للغروب واصفرارها ، في هذه الحال لا يصلى على الميت ولا يدفن ، بل يتوقف .