ج : ليس لهذا أصل ، ليس لتحديد الزيارة كل أسبوع ، أو الصدقة عند القبور أصل ، بل الواجب أن تكون الزيارة غير محددة ، متى تيسرت الزيارة شرع أن تزار القبور من الرجال ، يزورها الرجال لذكر الآخرة ، وذكر الموت ، والدعاء للموتى ، فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية ، يغفر الله لنا ولكم هكذا كان النبي يعلم أصحابه - عليه الصلاة والسلام - ، كان يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا زار القبور يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، غدا مؤجلون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد هكذا كان يفعل - عليه الصلاة والسلام - ، ويقول : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة زوروا القبور فإنها تذكركم الموت هذا كله في حق الرجال ، أما النساء فلا يزرن القبور كما تقدم ، وأما تخصيص يوم معين ، الخميس أو الجمعة للزيارة فلا أصل (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 452) له ، وهكذا تخصيص توزيع الصدقات من خبز أو لحوم أو غير ذلك عند القبور ، لا أصل له ، بل المشروع أن صاحب الصدقة يتبع الفقراء في بيوتهم وفي محلاتهم ويعطيهم الصدقة ، ولا يكلف عليهم ، ولا يدعوهم إلى المقابر ، فالحاصل أن المشروع على المؤمن أن يتبع الفقراء ، ويعرف محلاتهم حتى يذهب إليهم بالصدقة ، وإذا جاؤوا إليه في بيته وطلبوا أن يتصدق عليهم ، أما أن يتخذ المقبرة محلا للصدقة ، فهذا لا أصل له .