حكم رفع الأيدي والدعاء للميت عند مصافحة أهله_2

فتاوى نور على الدرب

976

س : عندنا بعض العادات في العزاء ، ومنها أن يرفع الناس أيديهم لأهل الميت ، ويقولون : الفاتحة ، ويقرؤون سورة الفاتحة ، فهل هذا جائز أم لا ؟

ج : المشروع في العزاء هو الدعاء لأهل الميت بالتوفيق وبالصبر والاحتساب ، وعظيم الأجر وغفران الذنوب للميت ، أما رفع الأيدي إليهم وقراءة الفاتحة فليس له أصل ، ورفع الأيدي ما ندري ما مراده ، فإن كان المراد به المصافحة عند اللقاء فهذا لا بأس به ، هذا مشروع ، كونه يصافح المعزى إذا كان رجلا أو كانت امرأة ذات محرم له كخالته وعمته وأمه ونحو ذلك ، فلا بأس أن يصافح المعزى ويقول له : أعظم الله أجرك . وأحسن عزاك ، وغفر لميتك وجبر مصيبتك ، هذا كله طيب . (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 354) ويقول هذا الرجل والمرأة جميعا ، فيصافح الرجل ويصافح المرأة إذا كانت محرما له كأخته وعمته وخالته ، أما النساء غير المحارم فلا يصافحهن ، وما يفعله بعض الناس من مصافحة النساء فهو غلط لا يجوز ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إني لا أصافح النساء وتقول عائشة رضي الله عنها : ما مست يد رسول الله يد امرأة قط عند البيعة ، قالت : ما كان يبايعهن إلا بالكلام فهذا يدلنا على أن المرأة الأجنبية ليس للرجل أن يصافحها ، لكن لا بأس بمصافحته المرأة ذات المحرم ، كأمه وجدته وخالته وعمته ونحو ذلك عند العزاء وعند اللقاء ، لا بأس عند المقابلة إذا قابل خالته أو عمته ، إذا زارها عند العزاء صافحها ودعا لها ، وهكذا إذا قابل الرجل عند اللقاء في الطريق ، أو زاره في البيت وصافحه ، كل هذا طيب ، وهكذا عند العزاء يصافحه ، ويدعو له ، أما إن كان رفع الأيدي على غير هذه الطريقة ، رفع الأيدي إلى السماء بغير مصافحة فهذا لا أصل له ، وهكذا قراءة الفاتحة عند لقاء المعزى ليس له أصل ، بل هو من البدع ، وهكذا اجتماعهم على القراءة (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 355) وقت العزاء ، هذا كله لا أصل له ، إنما يعزي ويدعو لهم وينصرف ، أما اجتماعهم عند أهل الميت على قراءة القرآن ، أو على قراءة أشياء أخرى ، أو للأكل والشرب فهذا ليس له أصل ، وإنما السنة أن جيران أهل الميت أو أقاربهم يبعثون لهم طعاما ، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه نبأ جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتل في مؤتة في الشام ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهله : اصنعوا لآل جعفر طعاما ؛ فقد أتاهم ما يشغلهم هذا هو الأفضل ، وهذا هو السنة ، أما كون أهل الميت يصنعون طعاما ويجمعون الناس على قراءة أو على دعاء ، أو على غير ذلك ، فهذا ليس من السنة ، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام عندهم كنا نعده من النياحة هذا يدل على أن هذا لا يجوز ولا ينبغي ، وليس من المشروع ، بل هو خلاف المشروع ، كذلك عند المقابر ، هذا لا يجوز أيضا ، وليس له أصل ، فلا ترفع الأيدي عند المقابر ، ولا يقرأ القرآن بين القبور ولا عند زيارة المقابر كل هذا ليس له أصل ، ولكن السنة أن يدعوا للموتى ويستغفروا لهم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا زار القبور دعا للأموات بالمغفرة والرحمة ، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 356) القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية وفي رواية أخرى : يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد يدعو لهم هكذا عليه الصلاة والسلام ، وهذا يدلنا على أن السنة في زيارة القبور الدعاء للأموات والترحم عليهم ، أما أنه يقرأ لهم القرآن أو يرفع الأيدي إلى السماء أو بالإشارة فهذا شيء لا أصل له .






كلمات دليلية:




أول من دعا إلى عبادة إله واحد هو أخناتون ويقال إنه النبي إدريس عليه السلام.