ج : ليس زيارتها من السنة ، إنما زيارة القبور على العموم سنة ، النبي عليه السلام قال : زوروا القبور ، فإنها تذكركم الآخرة وأم النبي ماتت في الجاهلية ، زارها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسأل ربه أن يستغفر لها ، فلم يأذن له ، بكى وأبكى - عليه الصلاة والسلام - ، فدل ذلك على أن قبور أهل الجاهلية إذا زيرت فلا بأس ، كما زار النبي أمه ، لكن لا يدعى لهم ، إنما تزار للاعتبار فقط ، وأما قبور المسلمين ، فالسنة أن تزار ويدعى لهم ويسلم عليهم ويستغفر لهم ، أما قبور أهل الجاهلية كأم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبور الكفار فلا بأس بزيارتها ، لكن ليست سنة ، إنما تزار للاعتبار ، ذكر الآخرة ، ذكر الموت ، أما قبور المسلمين فتزار للدعاء لهم والترحم عليهم ، وذكر الآخرة ، قال : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة كذا يقول - صلى الله عليه وسلم - ، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية ويرحم الله (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 466) المستقدمين منا والمستأخرين وربما قال : يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر وإذا زار قبور الكفار للعبرة والاتعاظ ، فلا بأس كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد يقال : إنه سنة للاعتبار؛ لأن النبي زار قبر أمه ، وهي ماتت في الجاهلية ، قد يقال : إنه سنة أيضا ، يدخل في العموم من جهة الاعتبار فقط ، من جهة الاعتبار والذكرى ، وليس للدعاء لهم؛ لأنه لا يدعا لهم ، لكن إذا زارها للاعتبار فالقول بأنه سنة أيضا قول له قوة ، تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في زيارته لقبر أمه .