ج : هذا العمل ليس له دليل بل هو بدعة ، ولو اعتاده جماعتكم فإن البدع لا تبررها العادات ، فالواجب ترك هذه البدعة والحذر منها ، ويكفي أن تدعو لأبيك وأن تتصدق عنه ، هذا هو المشروع ، فالدعاء والصدقة والحج عنه والعمرة كل هذا ينفعه بإذن الله فنوصيك بالاستكثار من الدعاء لوالدك بالمغفرة والرحمة ، وهكذا الصدقة عنه إذا تيسر ولو بالقليل ، والله جل وعلا يثيبك ويخلف عليك ما أنفقت في هذا السبيل بالخلف العظيم ، ويأجرك على دعواتك لأبيك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له الذي يلحق بالميت بعد وفاته دعاء الولد ، والولد يشمل الذكر والأنثى البنت والابن ، كلاهما يقال له ولد ، كما قال الله سبحانه : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فالأولاد تطلق على الذكور والإناث ، والولد يقال للذكر والأنثى ، ويقال للذكر : ابن ، وللأنثى : بنت ، فقوله صلى الله عليه وسلم : أو ولد صالح يدعو له يعني : الذكر أو الأنثى ، فمن البر للوالد بعد وفاته الدعاء له ، وقد سئل عليه الصلاة والسلام ، سأله بعض الصحابة ، قال له : يا رسول الله ، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما ؟ قال (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 265) عليه الصلاة والسلام : " نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما فذكر خمسة أشياء : الصلاة عليهما يعني الدعاء لهم ، ومن الصلاة عليهما صلاة الجنازة أيضا ، والاستغفار لهما طلب المغفرة لهما ، والثالث : إنفاذ عهدهما من بعدهما ، إذا أوصيا بشيء ينفذه ، إذا كانت وصية لا تخالف الشرع ينفذها ، والرابع : صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، كإكرام أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك ، والإحسان إليهم ، وصلتهم ، كل هذا من بر والديك ، والخامس : إكرام صديقهما ، إذا كان لهما صديق تكرمه بما تستطيع بالكلام الطيب ، والزيارة ، والدعوة إلى البيت ، وإكرام الضيافة ، ومواساته ، إن كان فقيرا ، كل هذا من إكرام الصديق ، والله المستعان .