ج : القراءة عند القبور بدعة ، ولا يجوز فعلها ، ولا الصلاة عندها ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، ولا أرشد إليه ولا خلفاؤه الراشدون ؛ ولأن هذا مما يفعل في المساجد والبيوت ، يقول صلى الله عليه وسلم : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا فدل إلى أن القبور ما يصلى عندها ولا يقرأ عندها ، لأن هذا من خصائص المساجد والبيوت ، إنما يسلم على أهلها يزارون ويسلم عليهم ويدعى لها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ولم يقرأ عنده ولم يقم بالقراءة عنده ، وما يروى عن عبد الله بن عمر إن صح عنه لا يعول عليه ، لأن العبادات تتلقى من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من القرآن ، ولا يحتج فيها بقول صاحب ولا غيره ما عدا الخلفاء الراشدين ، حيث قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ فما جاء عن الخلفاء الراشدين يعتمد إذا كان لا يخالف سنته عليه الصلاة والسلام ، وأما ما يروى عن ابن عمر أو غيره من الصحابة (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 249) وغيرهم في العبادات فلا يعول عليه ، لأن العبادات توقيفية لا تؤخذ إلا عن القرآن أو السنة الصحيحة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، وما ذكره ابن القيم عن بعض العلماء لا يعتمد عليه ، فالواجب في مثل هذا الباب هو الاعتماد على القرآن والسنة ، وما خالفهما من جهة العبادة يكون بدعة ، فلا يصلى عند القبور ، ولا يقرأ عندها ، ولا يطاف بها ، ولا تدعى من دون الله ، ولا يستغاث بأهلها ، فدعاء الميت والاستغاثة بالميت والنذر له هذا من الشرك الأكبر والدعاء عند القبر مثل أن يدعو الله عند القبر بدعة ، وهكذا القراءة عند القبر بدعة .