ج : هذا ليس عليه دليل إن صح عن الشافعي ، والصواب أنه لا يستحب ، والشافعي رحمه الله من العلماء المعروفين بالسنة ، ولكن كل يخطئ ويصيب ، كل عالم له أخطاء مثل ما قال مالك رحمه الله : كل منا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي عليه السلام يقول : كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون فليس للقراءة عند القبر دليل ، والسنة أن لا يقرأ عند القبور ، ولكن يدعى للميت بعد الدفن ، كما كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، قال : استغفروا لأخيكم ، وسلوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل ولما زار قبر أمه استأذن ربه أن يستغفر لها ، فلم يؤذن له ، فجلس عندها وبكى وأبكى عليه الصلاة والسلام ، لما حصل من المصيبة بعدم إذنه سبحانه في الاستغفار لها ، وكانت ماتت في الجاهلية ، ولما حضرت الوفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه أوصى بنيه ، ومن يحضر قبره أن يجلسوا عنده قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها ، كي يستأنس (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 134) بهم حتى ينظر بماذا يراجع رسل ربه ، وهذا قاله من اجتهاده ، وليس في هذا قراءة إنما قصده الدعاء له والترحم عليه ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بينة في هذا ، وهي أنه يدعى له بالمغفرة والثبات ، أما كونهم يجلسون قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها فهذا من اجتهاد عمرو وليس عليه دليل ، إنما المشروع أن يدعى له ، ويستغفر للميت المسلم بعد الدفن ، أما قراءة القرآن عنده ، سورة أو سور أو ختم القرآن فهذا ليس عليه دليل وينبغي تركه