ج : الواجب في هذا أن يقال : غفر الله له ، رحمه الله ، ولا يجزم بالمغفور له والمرحوم ، هذا هو الذي ذكره أهل العلم ، وكان أهل السنة والجماعة يقولون : لا يجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم أو شهد الله له في كتابه وإلا فلا ، فمن شهد الله له في الكتاب العزيز بالنار ، أبو لهب شهد الله له بالنار ، وهكذا من (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 343) شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي ، وبقية العشرة ، وغيرهم ممن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ، أو بالنار ، هذا يشهد له ، أما من لم يشهد له الله ولا رسوله لا بجنة ولا بنار فإنا لا نشهد له بذلك لا هذا ولا هذا ، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن ، ويخافون على المسيء ، والذي يظهر أن قول القائل : المرحوم فلان والمغفور له فلان ، في معنى الشهادة بالجنة والنار ؛ لأن المرحوم والمغفور له معناه أنه في الجنة ، يعني أن كل إنسان مرحوم ومغفور له فهو من أهل الجنة ، هذا فيه جرأة وعدم تورع ، والذي ينبغي في مثل هذا أن يقول : رحمه الله ، غفر الله له ، هذا هو الذي ينبغي في هذا المقام .