ما ينبغي فعله للميت بعد دفنه

فتاوى نور على الدرب

610

س : هل يجوز أن ينصب للميت بعد دفنه ؟ لأن هناك بعض العادات القديمة ينصبون ويجلسون ثلاثة أيام ، والبعض سبعة أيام ، وعند ذلك يدفع نقود عند العزاء ، ويسجلون الأسماء ، ويحضرون الذبائح ، وبعد ذلك يحضر المشايخ والدراويش ويهللون ويزغردون ويسمونها بالتهليلة على الميت ، ويقولون : إن الذي لا يأكل من العزاء لا يحب المرحوم ، ما هو المفروض بعد دفن الجثة ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .

ج : أما النصب فلم يوضحه السائل ، ما هو النصب ؟ لم يوضحه ، والسنة في حق الميت إذا فرغ من دفنه أن يدعى له بالمغفرة والثبات ، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، وقال : استغفروا (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 387) لأخيكم ، واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ولا يجوز البناء على قبره ، ولا اتخاذ مسجد على قبره ، بل يجب أن يترك هكذا في الصحراء ضاحيا للشمس ، ليس عليه بناء والرسول صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى على اتخاذهم المساجد على القبور ، فالواجب أن تبقى القبور هكذا ليس عليها بناء ، ونهى أن تجصص وأن يقعد عليها ، وأن يبنى عليها ، وأما العزاء واتخاذ الذبائح من أهل الميت ، يدعون له الناس ويجتمعون عليها ثلاثة أيام أو أكثر فهذه بدعة من أمر الجاهلية لا تجوز ، أما المستحب فهو أن يبعث لهم طعام ، يبعث لأهل الميت الطعام من جيرانهم أو من أقاربهم أيام الموت ؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة ، فلا بأس بذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، لما قتل في مؤتة في الشام وجاء نعيه إلى المدينة أمر أهل بيته أن يصنعوا طعاما لآل جعفر قال : اصنعوا لهم طعاما ؛ فإنه قد أتاهم ما يشغلهم فإذا صنع جيرانهم أو أقاربهم لهم طعاما وبعثوه إليهم في بيوتهم فهذا مشروع لا بأس به ، وإذا دعوا إليهم من يأكل معهم من جيرانهم لأنه طعام كثير ، ودعوا إليهم من يأكله معهم فلا بأس ، أما أن يقوم أهل الميت بصناعة الطعام ، وذبح الذبائح ودعوة الناس فهذا بدعة (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 388) ومنكر ، ومن أمر الجاهلية ، وهكذا الزغردة والصياح ، والكلام الفارغ الذي يفعلونه بمناسبة الميت لا أصل له ، وقد قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصناعة الطعام بعد الدفن من النياحة يرى أنه يعد من النياح عند أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام . فالمشروع لأهل الميت الصبر والاحتساب وأن يستعملوا ما شرع الله من الصبر والاحتساب ، وقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . والسنة لأقاربهم وجيرانهم أن يبعثوا لهم طعاما وقت المصيبة ، اليوم الأول أو الثاني أو الثالث ، ليس له حد ، ولا مانع أن يدعوا بعض جيرانهم أو أقاربهم ليأكلوا معهم مما بعث إليهم من الطعام ، أما أن يصنعوا طعاما هم ويذبحوا ذبائح أو يحبسوا أنفسهم في البيت من أجل المصيبة فلا ، هذا ليس من أمر الإسلام ، بل هو من أمر الجاهلية فالمصاب له أن يخرج وله أن يذهب إلى حاجاته ، وإلى مزرعته ، وإلى حاجاته الأخرى ، وإذا جلس بعض الوقت الجلوس المعتاد ليسلم عليه من يزوره للعزاء فلا بأس بذلك ، وإن سلموا عليه في الطريق أو في المقبرة قبل الدفن أو بعد الدفن كل ذلك لا بأس به ، يكفي في الطريق ، في المسجد ، في المقبرة ، قبل الدفن ، بعد الدفن في بيته ، كل ذلك واسع ، ولا يلزمه أن يبقى في البيت ، أو يشرع له أن يبقى في البيت يحبس نفسه لأجل ذلك ، وفق الله الجميع .






كلمات دليلية:




الاتكال على حمارك أفضل من الاتكال على حصان جارك