ج : أما الصدقة فنعم ، سنة ثابتة في الأحاديث الصحيحة ، وإنه عليه الصلاة والسلام سئل عن ذلك فقال للسائل : نعم ، فبين أن الصدقة تنفع الميت ، وقد أجمع المسلمون على ذلك ، وأن الصدقة عن الميت تنفعه إذا كان مسلما ، تنفعه الصدقة من ولده أو من غير ولده ، وهكذا الدعاء والاستغفار له ينفع الميت ، أما قراءة القرآن للميت ففيها خلاف ، بعض أهل العلم يرى أنها تصل ، وبعض أهل العلم يرى أنها لا تصل ؛ لأنها لم تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ، فالأولى أنه لا يقرأ القرآن للميت ، هذا هو الأولى والأفضل والأحوط ، بل يقرأ لنفسه ويدعو لأمواته إذا ختم القرآن ، أو في أثناء القراءة ، يدعو لأمواته بالمغفرة والرحمة ، أما أنه يقرأ ليثوب الختمة لهم فالأفضل ترك ذلك لعدم الدليل ؛ لأن هذا لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم فعلوه ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا بأس به ، مثل الصدقة لا بأس أن يقرأ القرآن ثم يثوبه لأبيه أو لأمه أو نحو ذلك ، ولكن الأفضل والأولى ترك ذلك ، أما الصلوات فلا يصلي عنهم نافلة ، ولا يصوم عنهم نافلة لعدم الدليل ؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ما يدل (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 330) على أنه يصام عن فلان نافلة ، أو يصلى عنه نافلة ، فالذي ينبغي ترك ذلك .