ج : الميت يسأل سواء كان في قبره ، أو في أي مكان ، في الصحراء أو في البحار ، أو في بطون السباع ، هو مسؤول ، والمسؤولية للروح ، والروح سالمة ، فهو يسأل ويعذب إن كان شقيا ، أو ينعم إن كان تقيا ، تنعم روحه في الجنة ، أو تعذب في النار ، وللجسد نصيبه الذي بقي منه عظام أو جلد ، ما بقي من الجسد له نصيبه من النعيم أو العذاب على الكيفية التي يعلمها الله سبحانه وتعالى ، ولكن المعظم على الروح في البرزخ ، ويوم القيامة يجتمع العذاب على البدن والروح ، وهكذا النعيم ، إما في الجنة لأهل الإيمان والتقوى ، وإما في النار كأهل الكفر بالله ، فالحاصل أن النعيم والعذاب للروح والجسد جميعا ، لكن في البرزخ معظمه على الروح ، والجسد يناله نصيبه وإن كان في البحار ، وإن كان في بطن السباع ، وإن كان في أي مكان ، فالروح لها نصيبها من النعيم أو العذاب مطلقا ، لكن في البرزخ الروح لها الحظ الأوفر من النعيم أو العذاب ، ويوم القيامة يتوفر النعيم لأهل الإيمان للروح والجسد جميعا ، ولأهل (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 167) الشقاء يتوفر العذاب للروح والجسد جميعا ، نسأل الله العافية ، وهكذا العاصي له نصيبه إن دخل النار ، فالعذاب للروح والجسد ، وإن أنجاه الله فالنعيم للروح والجسد ، وهكذا بعد الخروج من النار ، فإن العصاة كثير منهم يدخلون النار بمعاصيهم ويطهرون ، فإذا طهروا من سيئاتهم بالعذاب أخرجهم الله إلى الجنة ، فهم يعذبون روحا وجسدا ، وينعمون روحا وجسدا ، ولا يخلد في النار إلا الكفرة ، لا يخلد في النار الخلود النهائي الذي لا نهاية له إلا الكفرة ، قد يخلد العاصي ، كالزاني والقاتل قد يخلد خلودا له نهاية خلودا طويلا ، يعني مدة طويلة ، لكن له نهاية ، كما قال الله سبحانه في القاتل والزاني : ويخلد فيه مهانا ، وقال في القاتل : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه الآية ، هذا خلود له نهاية ، ليس مثل خلود الكفار ، أما خلود الكفار - نعوذ بالله - فإنه لا ينتهي ، كما قال الله تعالى في حقهم : كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ، وقال في حقهم سبحانه : لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ، نسأل الله العافية