ج : زيارة القبور للنساء لا تجوز ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : زوروا القبور ، فإنها تذكركم الآخرة يعني به الرجال ، ويعلم أصحابه (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 453) إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية وفي حديث عائشة : يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين أما النساء فنهاهن عن هذا ، جاء في الأحاديث : لعن زائرات القبور فلا يجوز لهن زيارة القبور ، ولكن يشرع لهن الدعاء لموتاهن بالمغفرة والرحمة ودخول الجنة والنجاة من النار ، من غير زيارة القبور ، وهن في بيوتهن ، ولا مانع أن يصلين على الموتى في المساجد ، أو في المصلى كما صلى النساء على الجنائز في عهده - صلى الله عليه وسلم - ، وفي عهد أصحابه . أما النائحة والمستمعة فقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النوح ، وقال : أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت وقال : النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 454) سربال من قطران ، ودرع من جرب خرجه مسلم في صحيحه . فبين - صلى الله عليه وسلم - أن النياحة على الموتى من أمر الجاهلية المذموم ، فالواجب تركه ، وقالت أم عطية في البيعة : ألا ننوح وروى أبو داود رحمه الله في سننه عن أبي سعيد رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لعن النائحة والمستمعة وفي سنده ضعف ، ولكن معناه له شواهد؛ لأن النوح محرم ومنكر فلا يجوز للمرأة أن تتعاطى النوح ، ولا الرجل أيضا ، ليس للرجال ولا النساء النياحة ، والنياحة هي رفع الصوت بالبكاء ، هذه النياحة ، وهكذا قوله : واعضداه ، واكاسيها واحر قلباه . برفع الصوت ، كل هذا من النياحة ، وأما المستمعة فهي التي تستمع للنوح ، وتشجع على النوح ، تجلس معهن تستمع نياحتهن ، وتشجعهن على النياحة ، هذه داخلة في ذلك؛ لأن جلوسها نوع من التشجيع ، فلا يجوز لها أن تستمع ، بل إذا لم تسكت النائحة وجب أن تفارق ، وألا تجلس معها من باب هجرها ، من باب الإنكار عليها ، فإذا جلست تستمع صار في ذلك نوع من المساعدة ، ونوع من التشجيع ، فلا يجوز أن تستمع للنائحة ، بل تنكر عليها وتنهاها ، فإن أقلعت وإلا تركتها ولم تجلس معها (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 455) تستمع لها ، أما سماع الأغاني فهذا شيء آخر غير النياحة ، وهو أيضا منكر على النساء والرجال ، الأغاني من المنكرات ، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها ، والضلال عن الحق كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم : ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم هذا دليل على أن اشتراء لهو الحديث ، يعني : سواء بغير ثمن أو بالثمن يكون من المنكر المذموم ، والله ذكر هذا على سبيل الذم لهم والعيب لهم . ومن الناس من يشتري يعني : يعتاض لهو الحديث ؛ ليضل عن سبيل الله قرئ بالضم : ليضل ، وقرئ : ليضل بالفتح ، هذا يدل على أن اشتراء لهو الحديث من أسباب الضلال والإضلال بغير علم ، ومن أسباب اتخاذ الآيات هزوا؛ ولهذا قال بعده : ويتخذها هزوا يعني سبيل الله ، يعني دين الله ، وهذا خطر عظيم ، ولهو الحديث هو : الغناء ، كما قال جمهور أهل العلم ، قال أكثر أهل العلم من المفسرين وغيرهم : إنه الغناء ، فإذا كان معه آلة عزف ، كالعود أو الكمان أو الدف أو الطبل ، كان التحريم أشد ، وكان الإثم أكبر ، فلا يجوز ذلك لا للمرأة ولا للرجل ، تعاطي ذلك سواء كان ذلك في التلفاز أو في الإذاعة أو في المسجلات وغير ذلك ، وفي الفيديو كل هذا ممنوع ، وإذا كان مع ذلك في الفيديو مرائي منكرة ، كاجتماع الرجال والنساء ، والتقاء الرجال بالنساء ، أو هيئة (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 456) الرجل مع زوجته ، وما أشبه ذلك كان التحريم أكثر ، وكان الإثم أعظم ، فلا يجوز مثل هذا أبدا لا للرجال ولا للنساء ، ولكن مسألة النياحة شيء آخر ، النياحة لها تعلق بالميت سواء كانت النياحة في البيت أو عند القبر ، أو في أي مكان ، فلا يجوز الاستماع للنائحة ، ولا تشجيعها على عملها السيئ ، بل يجب الإنكار عليها ، وتحذيرها ومنعها من ذلك ، والله المستعان .