ج : الصلاة إلى القبور لا تجوز ؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها رواه مسلم في الصحيح ، فالقبر لا يصلى إليه ولا يجلس عليه ، يحرم الجلوس عليه أو التغوط عليه ، أو وطؤه بالرجل ، قبر المسلم لا يجوز ذلك ، ولا يصلى إلى القبور اتجاه القبلة ولا بينها ؛ لما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ؛ فإني أنهاكم عن ذلك فشدد في النهي عن اتخاذ القبور مساجد - يعني المصلى - فإني أنهاكم عن ذلك ، فلا يصلى بينها ولا إليها ، بل يجب أن يكون بين المسجد وبينها فاصل كالجدار أو مسافة بعيدة كواد بينهم وبين القبور ، أو جبل أو أرض واسعة بعيدة حتى لا يظن أنه يصلى إليها ، وأنها تقصد ، وإذا كان بين (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 351) المسجد وبينها جدار آخر غير جدار المسجد كان ذلك أبعد عن الفتنة ، وإذا كانت المقبرة عن يمين أو شمال يكون أحسن وأبعد عن الفتنة أيضا ، والمساجد يجب أن تكون بعيدة عن مظان الشرك ، وأسباب الشرك ، فإذا كانت بين القبور أو أمهامها القبور ، أو كانت في وسطها شيء من القبور كان هذا من وسائل الشرك ؛ ولهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المساجد التي في القبور ، وقال عليه الصلاة والسلام في اليهود والنصارى : لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال في الحديث الآخر في حديث عائشة رضي الله عنها عن أم سلمة وأم حبيبة ، أنهما رأتا كنيسة في أرض الحبشة وما فيها من الصور فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أولئك إذا مات فيهم رجل صالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله فأخبر أنهم شرار الخلق بسبب عملهم الخبيث ، وهو بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور عليها - يعني صور أهل القبور - كما فعل قوم نوح حين صوروا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، ونصبوها على مجالسهم حتى عبدت من دون الله ، والخلاصة أن الواجب أن تكون المساجد بعيدة عن القبور ، وألا يقبر فيها أحد ، لا يجوز أن يقبر في المسجد أحد ، لا في قبلته ولا في شماله ولا جنوبه ولا مؤخره ، (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 352) يجب أن تكون المساجد بعيدة عن القبور ، بينها وبين القبور فاصل حتى لا يظن أن المصلين يصلون إلى القبور ، إما فاصل من الجدران أو البيوت أو طريق فاصل بينها وبين المساجد ، أو واد ، أو نحو ذلك مما يبعد الشبهة .