ج : نعم ، إذا خسفت الشمس بعد العصر شرعت الصلاة والذكر والدعاء والصدقة والتكبير ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما رأى الكسوف أمر بالصدقة والتكبير والعتق ، هذا هو السنة ولو بعد العصر على الصحيح . وقال بعض أهل العلم : إنه لا يصلى لها بعد العصر ؛ لأنه وقت نهي ، والصواب أنه يصلى لها ؛ لأن صلاة الكسوف من ذوات الأسباب ، وذوات الأسباب تفعل ولو في وقت النهي مثل صلاة الطواف إذا طاف بعد العصر ، ومثل تحية (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 395) المسجد إذا دخل المسجد ، ومثل أن يدخل قبل المغرب يصلي ركعتي التحية ، ومثل الوضوء لو توضأ بعد العصر يصلي ركعتين ، هذا هو الصواب . ذوات الأسباب لا بأس بها في وقت النهي ، وصلاة الكسوف من ذوات الأسباب ، هذا هو الصواب والراجح من قولي العلماء . وهكذا إذا كسف القمر في آخر الليل ، أو في أول النهار يصلي لكسوفه أفضل ، ومن ترك فلا حرج ؛ لأن وقته قد ذهب ، قد ذهب سلطانه بعد الفجر ، ولم يبق إلا الشيء اليسير من سلطانه ، فمن صلى فهو أفضل ، ويخفف حتى يصلي الفجر بعد ذلك في وقتها ، ومن لم يصل فلا حرج ؛ لأن القمر إذا طلع الفجر ذهب سلطانه ولم يبق منه إلا اليسير ، فمن صلى بعد طلوع الفجر له ذلك ؛ لعموم الحديث فلا بأس ، وهو أفضل ، ومن ترك ذلك فلا حرج ، وإن صلى فليخفف ، يبدأ بصلاة الكسوف قبل الفجر ، ثم يصلي صلاة الفجر في وقتها قبل الشمس .