ج : لا ريب أن المساجد لم تبن للقيل والقال ، وأحاديث الدنيا والسوالف الباطلة والقهقهة ونحوها ، إنما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن وبيان العلم ، فالذين يجلسون في المساجد سواء في الروضة ، أو في غيرها الواجب عليهم أن يتأدبوا بالآداب الشرعية ، وأن يتباعدوا عما خالف الذي بنيت له المساجد ، لكن إذا كان التحدث بالقليل من أمور الدنيا فلا كراهة في القليل ، أما إذا كثر فيكره ، أقل أحواله الكراهة ، وهكذا القهقهة ، إذا كانت قليلا أو تبسما فلا بأس ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتحدثون مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في أمور الجاهلية ، وربما ضحكوا وتبسم عليه الصلاة والسلام ، فالضحك إذا كان لأمر شرعي أو لأمر يتعجب منه من أمور الجاهلية ، أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي توجب الضحك في غير لعب وفي غير امتهان للمساجد ، بل لأمر عارض للأحاديث التي تعرض بين الناس للتاريخ ونحوه هذا لا بأس به . أما أن يتخذ المسجد موضعا للقيل (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 348) والقال ، والسوالف والقهقهة ، وإنما أقل أحواله الكراهة ، أما الشيء العارض فلا بأس به ، قهقهة عارضة لمرور شيء يتعجب منه في تاريخ أو غيره ، أو تحدث بينهم فيما يدعو إلى الضحك هذا لا حرج فيه إذا كان قليلا . أما مجاهرتهم بعدما نصحتهم فإن هذا غلط ، بل الواجب أن يشكروك ويدعوا لك ، ويقولوا : أحسنت . ونحو ذلك ، ولا يقابلونك بالإساءة ، ولكن الجهل قد يوقع أهله في أشياء من الشر بسبب قلة بصيرتهم .