ج : الواجب عليك أن تتقي الله سبحانه وتعالى وأن تحذري طاعة عدو الله الشيطان ؛ لأنه عدو مبين كما قال سبحانه : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، ونزل الله فيها سورة مستقلة وهي قوله سبحانه : قل أعوذ برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان ، فالواجب عليك أن تحاربيه وأن تحذري مكائده ووساوسه ، وألا تليني له ؛ فإن الإنسان متى لان لعدو الله طمع فيه وأشغله في وضوئه وصلاته وسائر (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 331) أحواله ، فعليك بالرفض لوساوسه ، إذا توضأت فانتهي ولا تعيدي الوضوء ، ولا تقولي : أخاف كذا وأخاف كذا ، إذا انتهيت وغسلت قدميك فانتهي واذهبي للصلاة ، ومتى صليت فلا تعيدي ، أخاف ، قصرت في كذا ، دعي هذه الوساوس ، ومتى كبرت لا تعيدي التكبير ، يكفي التكبير الذي مضى ، ولا تقولي : أخشى ، أخشى ، كل هذا من عدو الله ، المقصود من هذا أن تحاربي عدو الله محاربة قوية شديدة حتى تتخلصي منه وحتى لا يطمع فيك بعد ذلك ، أما إذا أعطيته الليان وتساهلت معه فإنه سوف يطمع فيك ، وسوف يضرك ضررا عظيما ، وربما صيرك كسائر المجانين في تصرفاتك ؛ لأنه غلب عليك بالوساوس ، فاتقي الله واحذري عدو الله ، وقولي أيضا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، تعوذي بالله من الشيطان الرجيم ، واسألي الله أن يقيك عدو الله ، وأن يعينك على محاربته ، واستحضري عظمة الله عز وجل وذلك بطاعة أمره بالتعوذ من الشيطان وعدم الخضوع لوساوسه ، وهذا مما يعينك على طاعة الله وعلى ترك الوساوس .