ج : الخشوع في الصلاة إحضار القلب فيها بين يدي الله والإقبال عليها ، تستحضر عظمة الله وأنك بين يديه ، ترجو رحمته وتخشى عقابه ، فهذا يسبب الخشوع والذل والانكسار ، وإحضار القلب بين يدي الله عز وجل ، وأن تدعو بقلب خاشع ؛ ترجو رحمة الله وتخشى عقابه بالدعوات الطيبة التي تستحضرها ولو كانت غير منقولة ، ولو كانت غير واردة ، إذا كانت دعوات طيبة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم فلا بأس : اللهم اغفر لي ، اللهم ارحمني ، اللهم أصلح قلبي وعملي ، اللهم اهدني (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 8) صراطك المستقيم ، اللهم أجرني من النار ، اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين اللهم إني أسألك الهدى والسداد ، اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي . هكذا في الصلاة وخارجها ، حتى في خارج الصلاة وأنت في البيت أو تمشي أو مضطجع ، تدعو ما يسر الله من الدعوات الطيبة المنقولة وغير المنقولة التي ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تدخر له دعوته في الآخرة ، وإما أن تعجل له في الدنيا ، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك ، قالوا : يا رسول الله ، إذا نكثر . قال : الله أكثر فأنت يا عبد الله على خير في دعائك لربك وانكسارك بين يديه ، وخشوعك له في الصلاة في سجودك ، أو في ركوعك ، أو بين السجدتين ، أو في القيام في جميع أجزاء الصلاة . الله يقول جل وعلا : قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ، يعني : ذليلون منكسرون ، قد أحضروا قلوبهم بين يدي الله ، وإذا تيسر البكاء من خشية (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 9) الله كان أكمل وأكمل ، ومن أعظم الأسباب في خشوعك : ترك المعاصي ، والحذر من المعاصي ، وجهاد نفسك في تركها ، والتوبة إلى الله منها ، ومن أسباب الخشوع : أن تدخل الصلاة وأنت فارغ القلب ليس عندك مشاغل ، وإن كنت تحس بشيء من الأذى قضيت حاجتك قبل الصلاة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : لا صلاة بحضرة الطعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان فإذا كان عندك حاجة إلى البول أو الغائط بدأت بذلك ، الطعام حاضر بدأت بذلك ، شغل شاغل أزلته واسترحت منه حتى تدخل الصلاة وأنت خاشع القلب حاضر القلب ، الفريضة والنافلة .