ج : عليك يا أخي أن تستمر في عملك هذا من سؤال الله التوفيق والإخلاص ، والحرص بالتعوذ بالله من الرياء ، وأبشر بالخير ، ودع عنك الوساوس التي يمليها الشيطان بأنك تقصد الرياء وتحسين صوتك لأجل مدح الناس ، أو ليقولوا: إنك أهل للإمامة . دع عنك هذه الوساوس وأبشر بالخير ، وأنت مأمور بتحسين الصوت في القراءة؛ حتى ينتفع بك المأمومون ، ولا عليك شيء مما يخطر من هذه الوساوس ، بل حاربها بالتعوذ بالله من الشيطان ، وسؤال الله التوفيق والهداية والإعانة على الخير ، وأنت على خير عظيم ، واستمر (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 463) في الإمامة ، وأحسن إلى إخوانك واجتهد في تحسين الصوت ، فقد جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به يعني: يحسن صوته بالقراءة؛ لأن تحسين الصوت بالقراءة من أعظم الأسباب للتدبر والتعقل والفهم للمعنى ، والتلذذ بسماع القرآن . وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به يعني: ما استمع سبحانه لشيء كاستماعه لنبي ، والاستماع الذي يليق بالله لا يشابه صفة المخلوقين ، فإن صفات الله عز وجل تليق به سبحانه ، لا يشابهه فيها خلقه جل وعلا ، كما قال سبحانه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ولكن يدلنا هذا على أنه سبحانه وتعالى يحب تحسين الصوت بالقراءة ، ويحب أن القراء يجتهدون في تحسين أصواتهم؛ حتى ينتفعوا وحتى ينتفع من يستمع لقراءتهم . وما يخطر ببالك من الرياء فهو من الشيطان ، فلا تلتفت إلى ذلك ، وحارب عدو الله (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 464) بالاستعاذة بالله منه والاستمرار في تحسين صوتك ، والإحسان في قراءتك مع الخشوع في ركوعك وسجودك وسائر أحوال الصلاة ، وأنت على خير إن شاء الله ، ونسأل الله لك التوفيق والثبات على الحق .