ج : المشروع للمؤمن في الصلاة الخشوع فيها ، والإقبال عليها والطمأنينة ، واستحضار أنه بين يدي الله حتى يخشع ، يقول الله جل وعلا : قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون والطمأنينة ركن من أركان الصلاة ، لا بد منها وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا لم يطمئن في صلاته ، فأمره أن يعيد الصلاة وقال له صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن - وفي اللفظ الآخر : ثم اقرأ بأم القرآن ، وبما شاء الله - ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 26) حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها فبين له صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من طمأنينة ، وأنه إذا لم يطمئن فصلاته باطلة ، وقد أمره بالإعادة ثلاث مرات حتى قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني . فعلمه صلى الله عليه وسلم . فالعبث الكثير المتوالي يبطل الصلاة ، العبث من المصلي بثيابه أو بأقدامه أو غير ذلك المتوالي الكثير يبطل الصلاة عند أهل العلم ، أما اليسير فيعفى عنه ، الشيء القليل يعفى عنه ، فنصيحتي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الخشوع في الصلاة والإقبال عليها ، والعناية بها ، والطمأنينة والحذر من العبث ، لا بالثياب ولا باللحية ولا بغير ذلك